رحلة العودة من كيفة (1) : الأستاذ إسلمو أحمد سالم

أربعاء, 2017-05-17 16:51

قمت بمراجعة بسيطة ل(الألمانية) صباحا ، و لم يكن هناك ما يثير الانتباه ، فأطلقت عجلاتها للريح في حدود التاسعة ، كانت درجت الحرارة مرتفعة جدا مثل الضرائب ، و كان الغبار يغطي الأفق ، مثل سوق مقطع الأحجار في الأيام العادية .
سرحت بذهني أقتطف الصور و الأفكار ، و تارة أحاول التجويد ، على عدم جمال صوتي ، و قطعت المسافة حتى عمق سوق "كرو"  دون أن أعلم.
لم أكن أراقب السرعة لأن مؤشرها تعود على الخمول مثل عمال قطاع التعليم ، و لا مؤشر الحرارة الذي تعود الاندفاع إلى أعلى مثل الأسعار.
كانت سوق كرو مزحمة كالعادة ، فلمحت رجل ينتظر سيارة مغربة ، عرفت ملامحه لكنني لم أتذكر اسمه و لا أين عرفته.
أوقفني و قال بهدوء لافت : أريد حجز تذكرة لأد"أشرم" ، قلت:  السيارة خاوية و ليست للنقل العمومي ، و يشرفني أن تحملني أو أحملك .
تبادلنا الحديث ، لأعرف أنه صديق قديم كان مدرسا في مقاطعة المجرية و هو مدير مدرسة إبتدائية في بلدية "أشرم" و قد كان تعارفنا عندما كنت في إعدادية المجرية  أيام التخرج .
تغيرت ملامحنا و تغيرت الأفكار و الثقافات ، لكنه احتفظ بهدوءه و وقاره .
فور خروجنا من الغايرة لاحظت خشخشة و زفيرا و معركة شديدة،  المشاركون فيها مندفعون و متفانون ، فتأكدت أن جماعة من شباب "أمل"  قد دخلت في المحرك..
أوقفت السيارة و كنت في (لكريع) ، فإذا المياه تتدفق ، ودفقلت لعل حفارة "المشروع" قد ضلت الطريق ، و لكن زيت المحرك كان ممتزجا بالمياه مما يوحي بأن انغجار كبيرا قد حدث ، فتأكدت أن أحد عمد الجنوب كان مع الشباب ، و أن هذا الزيت هو مداد الوسم "تحالف البلديات طموح و انجازات" 
هنا عرفت أن القدر قد أراد أن أجد صديقي ليكن أداة حل المشكل .
اتصل الصديق بصاحب سيارة أجرة ليأتينا بميكانيكي .
بادرنا الميكانيكي بمحاضرة حول أحوال السيارة و الأعطاب و نسبة تضخم المحرك و نسبة النمو و المشاكل المستقبلية فظننته وزير المالية ، فتركته و قد نثر كنانته يقلب قطع السيارة يمنة و يسرة ، و جلست إلى الظل انتظر النتائج ، كانت هناك بيوتات مبعثرة صغيرة ذكرتني بمستشفى "تارحييت" ...
...   يتواصل