تدوينة لخدجتو منت سيدينه بعنوان/ قراءة سريعة لما يجري فى حلب!

خميس, 2016-12-15 15:38

لم أتابع وسائل الإعلام الدّولية منذ زمن، لأنّي لم أعد أتحمّل ما يجري لإخوتنا العرب والمسلمين من قتل وتشريد فى عقر ديارهم، ومع ذلك علمت بما جرى لحلب فى مواقع التّواصل الإجتماعي ولا حظت انقسام الآراء حوله بين مؤيد للنّظام السّوري ضدّ ما يسمّى الإرهاب، ومؤيد لما يسمّونه المعارضة السّورية ضد نظام بشار وأعوانه من الصّفويين حسب هؤلاء،،
 إلى هؤلاء وألئك، فضحايا الدّمار من قتلى وجرحى وثكلى ويتامى ومشرّدين، هم من الشّعب السّوري الأبيّ الأعزل وكذلك وقع فى العراق ودول أخرى عربية، والحرب بطرفيها حرب مصالح بين القوى العظمى ومسرحها أراض وشعوب عربيّة ومسلمة قتل وهجّر من لم يقتل منها، ومدن عربية ومسلمة دمّرت بالكامل وسيعاد تقسيم الأرض حسب المصالح الإمبريالية الغربية! 
فقدت شريط الأحداث بعد حرب تموز2006 بين لبنان وإسرائيل حين أعلنت كوندليزا رايس ميلاد شرق أوسط جديد وأجهض ميلاده حينها، ثمّ تابعت بداية لعب آمريك وحلفائها لورقة الطّائفية بعد ذلك الإجهاض، وكان حسن نصر لله قد نبّه على ذلك فى حينه وحذّر فى خطاب من بوادره! بعدها اختلطت الأحداث وتعقّدت وتشابكت المصالح ولم يعد أحد يفهم أيّ شيئ! لا يخفى على أحد أن الطّرف الأوّل هو أمريكا وإسرائيل وحلفاءهم من دول غربية وعربية كالأردن ودول الخليج الذين يسيرون فى فلك آمريكا وإسرائيل، أرادوا شرقا أوسطا جديدا واختاروا لتوقيته موسم الثّورات العربية لتكون ثورة بدعم الجوار التّركي والأردني، فأنتجوا داعشا والنصرة  وأحرار الشّام وغيرهم والمعارضة السّورية ،بتنظير وتنظيم أمريكي إسرائيلي وتمويل خليجي بفكر سلفي متطرّف وبدعم من دول الجوار سابقة الذّكر!
أمّا الطّرف المقابل فهو محور الممانعة قديما(الحكومة السّورية، حزب الله، إيران) ودخلت على خطّهم روسيا كحليف استراتجي أصلا لكي لا تفقد مصالحها فى المنطقة كما تحالفت الصّين مع هذ الطّرف وإن بدرجة أقل، فالكلّ يفكّر فى نصيبه من كعكعة الشرق الأوسط بعد تفككه وميلاده من جديد! وقعت تفاهمات واتفاقيات تحت الطّاولة بين القوى العظمى فى الطّرفين على التّقاسم، وذلك الإتفاق هو ما تدفع ثمنه الموصل وحلب الآن من قتل وتّشريد وتّدمير! (ياأهل لخيام لا اتليت إخلّيكم لي اتبطو ازرعكم أخظر)، فكلّ الأطراف و الّاعبين  فى هذا الملف خونة للعرب والمسلمين وإن كان بتفاوت!