وزير الصحّة ينقل العدوى لأقطاب الكيان ويرفض الانصياع لأوامر وزارته

أحد, 2020-04-05 04:34

ذكرت وسائل الإعلام العبريّة أنّ رئيس الموساد يوسي كوهين سيدخل للحجر الصحي مدة ثلاثة أيام في مكتبه بعد أنْ اتضح أنّه اجتمع بوزير الصحة يعقوب ليتسمان، والذي أعلن صباح أمس أنّه أُصيب بفيروس كورونا مع زوجته. بالموازاة، رجّحت مصادر إسرائيلية، وفق ما تنقل وسائل الإعلام العبريّة، أنْ يدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجددًا إلى الحجر الصحي بعد ما تبيّن أنه اجتمع مع ليتسمان قبل ثمانية أيام، وكشفت القناة الـ12 عن صورٍ لوزير الصحّة وهو يُصلّي مُخالِفًا بذلك تعليمات وزارته، كما نُشِرت الصور التي تُظهره وزوجته يشتريان من محلٍ تجاريٍّ بالقدس دون الامتثال لأوامر وزارته.

ونتيجة لذلك، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أيضًا، أنّ المدير العام للوزارة موشيه بار سيمانطوف سيدخل إلى الحجر الصحي، وسيكون في منشأة بمستشفى شيبا ومن هناك سيقوم بإدارة مهامه، وتابعت المصادر في تل أبيب قائلةً يبدو أنّ ليتسمان اجتمع خلال الأسبوعين الماضيين مع غالبية القيادات في كيان الاحتلال وسيضطر معظمهم إلى المكوث في الحجر الصحي حاليًا، ومن الذين اجتمع معهم: رئيس الحكومة، رئيس مجلس الأمن القومي، وزراء، مدراء في وزارة الصحة والمالية، كذلك حضر ليتسمان جلسة التصويت لاختيار رئيس الكنيست، وفي السياق، أفادت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، أنّه من المتوقع أنْ يخضع كبار المسؤولين في وزارة الصحة للحجر بعد اجتماعهم بوزير الصحة في الأيام القليلة الماضية.

على صلةٍ بما سلف، وبعدما اتضحّ أنّه من بين كلّ ثلاثة مُواطنين هناك واحد مُصاب في مدينة بني براك، التي يسكنها اليهود الحريديم فرضت السلطات الإسرائيلية إغلاقاً كاملاً على المدينة، والتي تعد واحدة من بين أكثر الأحياء السكنية تسجيلا للإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في إسرائيل، وقال مسؤول في وزارة الصحة الإسرائيلية إنّ الوباء ربما أصاب 40 في المائة تقريبًا من سكان المدينة، البالغ عددهم 200 ألف نسمة. وستسمح السلطات لسكان البلدة القريبة من تل أبيب بالخروج منها فقط في ظروف استثنائية، كما ستسمح فقط لبعض العاملين في قطاعات حيوية بالدخول إليها.

وحتى الآن، أعلنت إسرائيل عن إصابة نحو 7,428 شخص، 113 منهم في وضعٍ حرجٍ، ووفاة 40 آخرين، بسبب فيروس كورونا المستجد. وناشدت السلطات الإسرائيلية الناس في جميع أنحاء البلاد التزام منازلهم، وعدم الابتعاد عنها لأكثر من 100 متر فقط. كما حُظرت التجمعات العامة. ويتوجب على كل شخص يريد الخروج من منزله أن يغطي وجهه بقناع أو وشاح.

وأُبلغ الناس في جميع أنحاء إسرائيل أن عليهم البقاء في منازلهم، كما حُظرت التجمعات، وطُلب من أي شخص يخرج من منزله أن يغطي وجهه بكمامة أو وشاح، ويحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يخضع لعزل ذاتي رغم عدم ثبوت إصابته، من أنّ مزيدًا من القيود قد تُتخذ للحد من انتشار الفيروس.

أُعلنت بني براك “منطقة مغلقة” في اجتماع وزاري مساء الخميس، وقبل ذلك الإعلان، كانت الشرطة قد أقامت حواجز حول المدينة للحد من حركة الدخول إليها أو الخروج منها، وتعني التدابير الأخيرة أن سكان المدينة لن يُسمح لهم بالخروج منها إلا بالنظر في كل حالة على حدة، أما غير سكان المدينة، فلن يُسمح لهم بدخولها باستثناء رجال الشرطة وعمال الخدمات الضرورية والصحفيين.

وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، سيُجلى نحو 4500 من المسنين المقيمين في بني براك، للإقامة في فنادق خُصصت للحجر الصحي، لافتةً بالوقت عينه إلى أنّ جنودًا من لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي سيُنشرون للمساعدة في دعم الجبهة الداخلية، وتأتي بني براك بعد القدس في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في إسرائيل، علمًا أنّ عدد سُكّان القدس أكثر بخمسة أضعاف.

وقال مدير مستشفى يقدم خدمات علاجية لنحو نصف سكان بلدة بني براك إن نحو 30 في المائة من سكان البلدة يُحتمل أن يكونوا مصابين بالفيروس، وإن نحو عشرات الآلاف من حالات الإصابة ربما لم تؤكّد بعد.

وتشهد إسرائيل لغطًا متزايدًا بسبب بطء بعض مجتمعات اليهود المتشددين في تنفيذ التدابير الحكومية التي تستهدف الحدّ من تفشّي فيروس كورونا، ويعيش كثيرون من المتشددين ضمن عائلات كبرى في أحياء مزدحمة. ولأسبابٍ دينيّةٍ، يُحجم هؤلاء عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي إلّا في نطاق ضيق، ممّا يعني ضعف اطلاعهم على أخبار العالم الخارجي، وفي بعض المجتمعات المتشددة دينيًا، لا تزال الصلوات تُقام في تجمعات، كما لا تزال الاحتفالات والأعراس تُقام أيضًا، رغم الحظر المفروض في أنحاء البلاد.

“رأي اليوم”