التظاهر في رمضان

أربعاء, 2021-05-05 20:50

تصادفت غرة رمضان للعام 1998 مع قصف أمريكي للعراق بسبب طرده للمفتشين الدوليين، كان هذا في العشر الأواخر من ديسمبر لهذا العام. وفي الأثناء، كنت طالبا في ثانوية كيفة، وكانت قناة الجزيرة حديثة النشأة وحديث الناس. ولا تبخل يومها وإلى اليوم في تجييش العواطف والتحريض وتزويق الأخبار ومحاولة صناعتها للتأثير في الشارع وفي الأحداث  واستغلال ما أمكن لأهداف مالكيها وتسطيراتهم.

في فاتح رمضان لهذا العام، وبينما كنا في حصتنا الدراسية  الصباحية، اقتحم جمع من تلاميذ الإعدادية المجاورة ومن جميع الاتجاهات الثانوية، وأخذوا في رشق الحجرات لإرغام بقية التلاميذ على الخروج وتعطيل الدراسة. 

خرج التلاميذ من القاعات وتجمعوا في ساحات الثانوية لكن لم يك هناك إلى تلك اللحظة أي خطة واضحة محددة للتظاهر!  وأمام هذا الوضع دخلت في جهد لاقناع بعض المتحمسين للتوجه إلى مقر الولاية أو إلى سوق المدينة (غير بعيد من مكاتب الوالي). 

وبالفعل تقدمنا  ومع جمع لا بأس به، رغم أن أكثرهم من تلاميذ الإعدادية، ونزلنا من الربوة التي بها مباني الثانوية إلى الوادي  أو إن شئت المسيل الذي يفصل المستشفى عن الثانوية ، وأخذنا ذات اليمين، فلحقنا بطريق الأمل  ومررنا بحي ألاك ثم صعدنا قليلا  قبل الوصول إلى ملتقى طرق 'مياره' . وإلى هذه اللحظة لم نتعرض لأي مقاومة أو محاولة لتفريق التجمع! واكتسبنا بعض الحماس، فصار المارة يحدقون فينا وفيهم من يشير بالاستحسان والموافقة    وبعضهم يكتفى بتأمل  تدفق وصراخ المتظاهرين.

في المنعرج الذي بعد ملتقى الطريق يواصل الطريق المعبد وجهته إلى دار الوالي بالانحراف يسارا وبالمواصلة  لا يوجد إلا طريق ترابي وعليه توجد 'مرصت الجديده'، فواصلنا مع هذا الطريق، وتحاشينا التوجه إلى دار الوالي. وهذا على ما يبدو لم يعارضه أحد!

لكن عند مدخل السوق وعلى حين غرة وقبل الوصول إلى داخل السوق، هاجمتنا قوة من  الشرطة ومن أزقة ضيقة لم نك نحسب أنهم سيأتون منها،  وتطايرنا في كل اتجاه، ولم أعرف كيف تمكنت  من الخروج سالما من غير أن تصلني سياطهم وعصيهم. وبعد مناورة خفيفة وصلت إلى مكان آمن، أدركتني فيه القائلة،  فنمت سويعة، فأدركني الإفطار،لكن صاحب الدار  أصر على أن لا أغادر حتى أتناول الإفطار،  وهو ما قمت به شاكرا وممتنا.

سيدأحمد ولد أعمر ولد محم