
الخليفة موسى الهادي هو شقيق هارون الرشيد وتولى الخلافة بعد وفاة المهدي. لكن أثناء توليه الخلافة والذي لم يعمر إلا سنة ونيفا سعى لعزل هارون عن ولاية العهد، لكنه لم ينجح في هذا المسعى.
كان الهادي جوادا، فصيحا وشجاعا. وفي احدى نزهاته وكان معه بعض حاشيته، خرج عليهم فجأة أسد، فتطاير من حوله في كل اتجاه، فأخذ سيفه وتقدم نحو الأسد وقتله. ولما رأت الحاشية ما وقع صدحت حناجرها بالتكبير والتهليل ورجعوا إليه، لكنه وللعجب لم يعنف أي أحد من الذين تطايروا من حوله أو يوبخه أو يشتمه. واصل نزهته وعجب الذين حوله من شجاعته ومن صبره على أصحابه.
ونصيحتى للرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيزهي أنه إذا لم يتملك الشجاعة ليقول الناس من أين اكتسب هذه الثروة، فلا معنى أبدا لأن يحشر الصحافة بعد اليوم في أحاديث طويلة غير مفيدة ولا تتطرق للأهم. في العادة، المؤتمر الصحفي يجب أن يتضمن معلومات ذات قيمة وغير معروفة للجمهور، أما أن تعقد مؤتمر ا صحفيا وتواصل الدوران في نفس الحلقة المفرغة السابقة، فهو إما تحاذق أو ازدراء بالصحافة والجمهور. ومن الأنسب في هذه الحال للسيد الرئيس السابق أن يواصل صمته، كما فعل أمام القضاة.
ثم إنه ليس من المناسب على الرئيس السابق مهما كانت الظروف الصعبة التي يتعرض لها أن ينزل إلى مستوى العامة في التعرض للأشخاص والمجموعات أو أن يلقي الاتهام جزافا على آخرين فيما حل به. هذه للأسف يهوي به كثيرا ولا يزيده في شيء، إلا أن يتكشف للناس بعض من المثالب والتي لم يكونوا على دراية بها، وكان هو في غنى أن يطلع عليها الناس وهو ما زال مصمما وبحماس على التصدي للشأن العام.
والشأن العام كالشعر صعب وطويل سلمه ***إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
هوت به إلى الحضيض قدمه *** يريد أن يعربه فيعجمه
سيدأحمد ولد أعمر ولد محم
