الديمقراطيون الأمريكيون ينقلبون على إسرائيل

أربعاء, 2017-03-22 03:36

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الديمقراطيين الأمريكيين الذين اعتادوا دعم دولة إسرائيل منذ إعلان إنشائها عام 1948 واعتراف الرئيس الديمقراطي هاري ترومان، بها خلال دقائق، ودعمهم لنقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس منذ عام 1972، يبدو أنهم يديرون وجههم عن إسرائيل.

ولفتت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أنه خلال 45 عامًا تغيرت سياسة أمريكا تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما استطاع أن يخلق أجواء عداء صريح بين واشنطن وتل أبيب، خاصة بإبرامه اتفاق نووي مع إيران وتوصية إدارته لصالح قرار مجلس الأمن الذي يدين الاستيطان في الضفة الغربية، قبل أيام من مغادرته البيت الأبيض.

كيث أليسون

وقالت الصحيفة إن اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي اختارت النائب المسلم كيث إليسون ليكون نائب رئيسها، رغم مواقفه الرافضة لإسرائيل فيما يبدو أنه تحول ديمقراطي عن إسرائيل، مشيرة إلى أن كيث أليسون صرح في 2010 بأن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط محكومة بما هو جيد أو سيء لدولة تعدادها 7 مليون نسمة في إشارة إلى إسرائيل.

وتابعت: “خسر أليسون ترشحه لرئاسة اللجنة، لكنه تم اختياره ليكون نائبًا لرئيسها”.

ولفتت الصحيفة إلى أن هيلاري كلينتون، مرشحة الرئاسة السابقة، كانت تبدي دعمًا لإسرائيل، لكن هذا الدعم كان محل تساؤل، فهي التي وصفت المستوطنات أثناء توليها حقبة الخارجية في عهد أوباما أنها غير شرعية، بينما عادت لتأكيد دعمها لإسرائيل عام 2015 أمام المانحين لحملتها الانتخابية.

وتابعت: “عندما كان زوجها بيل كلينتون في البيت الأبيض كان الداعمون لإسرائيل يخشون تأثيرها على زوجها في الاتجاه الخاطئ”.

وفي عام 2016 قال المرشح الرئاسي بيرني ساندرز، عن الحزب الديمقراطي، إن إسرائيل تقوم بهجمات عشوائية ضد المدنيين للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة وحصل بعد ذلك على 43 % من أصوات الديمقراطيين.

وقالت الصحيفة: “إنه يوجد ترابط بين دعم إسرائيل وقضية الحقوق المدنية؛ فكلاهما مسؤول عن تبعات التمييز منذ 1960”.

ورغم ذلك فإن الأقلية المعادية لإسرائيل ظهرت من اليسار الجديد على هيئة مجموعات لا تتبنى العنف من الطلاب والديمقراطيين الذين يرون إسرائيل دولة قمعية وأن الفلسطينيين يناضلون من أجل حقوقهم ومن أجل الحرية.

العداء لإسرائيل

وأصبح بعض عناصر اليسار أكثر عداءًا لإسرائيل، وكانت نقطة التحول عام 1975 عندما مررت الأمم المتحدة قرارًا يساوي بين الصهيونية والعنصرية، وهو ما فتح الباب ثقافيًا وسياسيًا أمام أولئك الذين يريدون أن يفرقوا بين دعم إسرائيل والحقوق المدنية، حيث تم تأسيس منظمة “بيسيك بلاك أمريكان” لكي تدين قرار الأمم المتحدة وتدعم إسرائيل”.

وفي عام 1979 عزل الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر سفير واشنطن بالأمم المتحدة بسبب لقاء الأخير مع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 2010 قال السناتور تشاك تشومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ حاليًا، إن اسمه يعني “حامي إسرائيل” وأنه مشتق من كلمة عبرية بمعنى الحارس.

وتابعت الصحيفة: “إلى أي حد يلعب تشومر هذا الدور”، مشيرة إلى أنه صوت مع 3 نواب آخرين ضد اتفاق إيران النووي، لكن توقيف الاتفاق كان يحتاج 13 نائبًا، مشيرة إلى أنه حاول وقف الاتفاق بالتنسيق مع آخرين من الديمقراطيين.

أسباب الانقلاب

وأوضحت الصحيفة أن هناك أسباب لانقلاب الديمقراطيين ضد إسرائيل واستمرار ابتعادهم عنها وهو أن الناخبين اليهود لم يقدموا ثمن هذا الدعم، مشيرة إلى انخفاض دعمهم للديمقراطيين وفق لاستطلاع 2016، حيث حصلت هيلاري كلينتون على 71 % من أصوات اليهود مقابل 23 % للجمهوريين وهي نسبة أقل بكثير مقارنة بتاريخ دعم اليهود للديمقراطيين الذي كان يصل إلى 90 % في بعض الأحيان.

مركز الحوار العربي في واشونطن