إننا في موقع موريتانيا13 بعد متابعة متأنية لمايدور من تحولات عربية كبيرة مابعد حقبتي الأستعمار الأوروبي وتفكك الأتحاد السوفيتي ، وإنعكاس كل ذلك على التوازنات الدولية والعربية منها خصوصاً تلك الدول التي كانت يوماًماتسير في فلك الأتحاد السوفيتي -وإن كان ذلك غير معلن- مماسببَ لهاذلك الأنحياز أو الولاء لإجهازعليها كإنتقام مزدوج من طرف بعض الدول العربية التي كانت محسوبة على الغرب هي الأخرى ، وكذا من دول غربية في شكل إعتداء مباشر دون أي غطاء أممي :مثل ماحصل في العراق وليبيا وسوريا ومصر واليمن .
إلاأن كرةَ التدمير العربي المتدحرجة يبدو أنها عادت مرتدة إلى شباك تلك الدول العربية التي كانت أداة في يد مستخدميها الغربيين لتدمير شقيقاتها العربيات ، بما يعني أن مخطط ذلك التدمير العربي أشمل كثيراً من مجرد تصفية حسابات إديولوجية مع دول كانت منحازة إلى جهة دولية ما.
وذلك لأن المستهدف كماهو واضح في الصورة هي العقيدة الإسلامية في بنيتها العربية ،وذلك يعود إلى كون العروبة تعد قاطرة الإسلام التي تجره بلوغتها العربية الوحيدة التي لايمكن الأستغناء عنها لمن يريد فهم كنه الدين الإسلامي وجوهره الحقيقي .
إن معالم ذلك المخطط الجهنمي قد بدأت تتكشف أخيراً للدول العربية ملامحها ، بعد مالاحظت السعودية من هذه الدول ولو متأخرة أن قطر الطامحة إلى قيادة دولية تعوضها النقص البشري الذي تعاني منه ، وكذا تركيا الهادفة إلى قيادة العالم الإسلامي عن طريق إحياء الخلافة الإسلامية تحت راية الإخوان المسلمين .
ولا نستبعد أيضاً أن يكون لإران ضلع ما في مايحدث عربياً لعلها هي الأخرى -في ظل قيادة ثورتها الإسلامية- تحصل على دور تاريخي في الأمة الإسلامية لم يتسنّ لها من قبل خلال حقب التاريخ الإسلامي فيمامضى مقتفية أثر جارتها تركيا التي قادت الأمة الإسلامية عدة قرون تعد زمناً ضائعاً يكنى عنه (بحقبة الأنحطاط).
كل هذا يؤ كد ماتناولهُ هذا التحليل وهو موقف السعودية المفاجئ وغيرها من بعض دول الخليج ومصر من دولة قطر وتركيا إلاّ تجسيداً لهذه اليقظة العربية المتأخرة من كابوس نوم التدمير العربي المزعج والذي ظل يغض مضاجع قادة السعودية ممامنعهم من نوم طبيعي غير متقطع الأوصال .
إلاّ أن هذا الواقع الحزين -موضع هذا التحليل- يحتاج إلى علاجٍ تحت قيادة شريفة غير متورطة في مامضى من صراعٍ عربي في الحقبة الأخيرة على الأقل ، وأظن أن الجزائر أوبعض الدول العربية الخارجة عن ذلك الصراع يجب أن تبدأ وساطة جادة تهدف إلى لملمة الشتات العربي وتضميد جراحه وعدم إنكائها بالنعرات المذهبية والجهوية والقطرية أوالإقليمية .
إننا نحتاج إلى قيادة كاريزمية وإن كانت مازالت قابعة في ظل الصمت الرهيب على أن تمارس عملها على طريق سنة الله ورسوله متخذة قوله تعالى نبراساً تهتدي به (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) صدق الله العظيم .