#ألا_أطحين هذا بعَضُ من فيض أخينا محمد محمد آب، ورأيُنا فيه..

سبت, 2017-01-21 18:02

اسمح لى ان ابدأ معك من هنا..
1. كتبتَ تقولُ:
((لكنهم عليهم السلام لم يقع منهم خطأ مقصود ابدا وحاشاهم من ذلك ...لأن الله قد عصمهم من الوقوع في ما لا يرضيه جل في علا وهذا لا يقاس على ما يقع من غيرهم من البشر الغير معصومين إطلاقا ..))
أقولٌ: هذا كلام يُناقضُ بعضه.. 
ولأنه يناقض بعضه لم افهم بعضه.
لأن الخطأ خطأ سواء كان مُتعمد او غير مُتعمد.

2.  كتبت تقول: 
(("كما ذكرت أن الأنبياء عليهم السلام وقعوا فيه وتسميه ب : "أخطاء الأنبياء " ليس من حسن الأدب مع صفوة الله من خلقه يقال في حقهم هذا الكلام .. وإذا رفضت ذلك فاعطيني اي دليل في كتاب الله تعالى أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم عبارة واحدة تقول هذه الكلمة في حق الأنبياء عليهم السلام جميعا.))

أقولُ: مثلُ هذا الكلام لو نزعنا منه حماسك للدفاع عن الرسل عليهم الصلاة والسلام لكان لاغيا ولما استحق منا ردا لأنه مردود عليك بنص القرآن أصلا...
فالأنبياءعليهم السلام جاء في القرآن اقرارُهم على أنفسهم بأخطائهم..
قال تعالى يا هذا عن آدم وزوجه: " قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ" 
وقال تعالى يا هذا عن موسى عليه السلام: "قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم "
واذا كنت تعتقد كما اعتقد ان الأسباط من أبناء يعقوب انبياء، فقد جاء عنهم بصريح اللفظ قولهم: " قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَك اللَّه عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ"
أما إذا كنت لا تعتقد في نبوتهم فاعتبر ان هذه الفقرة لا تهمك.
فهذه أمثلة لما فات عليك من كتاب الله عز وجل الذى لو قرأته بعينك لا بعيني غيرك من العلماء، لوجدت فيه الحجة الدامغة والبرهان الساطع على ما نقول لأنه لو لم يكن هنالك ظلمٌ وقع منهم في حق انفسهم او حق غيرهم لما كان هنالك حاجة إلى هذه الآياتْ الكريمة أصلاً..

3. كتبت تقولُ:
((كما أن قياسك فعل الأنبياء مع غيرهم من البشر فيه جرأة خطيرة ، وتقول على بغير علم ..لأن الأنبياء إذا وقع منهم أمر مما لا يوافقهم الوحي عليه فهو حكمة من الله تعالى ورحمة لأقوامهم لكي يتعلموا من ذلك .. كما ان الأنبياء لم يفعلوه أصلا وهم يظنون انه خطأ ..بل ربما يكون اجتهاد منهم ثم يأتي الوحي من الله تعالى ليصحح لهم ذلك الأمر "))

أقولُ: يبدو ان حليمة يا استاذنا الفاضل تعشق عادتها في التناقض مع نفسها مرة أخرى فحديثُك ان الوحي ياتى من الله تعالى ليصحح لهم ذلك الامر" فيه اعتراف صارخٌ عنك انهم عليهم السلام يُخطِؤون، لان التصحيح الذى ذكرت لا ياتى لتصحيح الصحيحِ وانما ياتى لتصحيح الخطإ.
 وعلى ذكر الأخطاء وتصحيحها كان أجدر بك ان تصحح قولك هذا أولا قبل ان تحاول تخطئة صحيح غيرك.

4. كتبتَ تقولُ:
((كما أن هناك أنواع من المخالفات عصمهم الله تعالى منها ، وهذا خاص بهم وحدهم عليهم السلام دون غيرهم من البشر ، مثل كبائر الذنوب جميعا والقول على الله تعالى بغير علم .. وهذا على خلاف سائر البشر كما تعلم ، لأن الإنسان الغير معصوم قد يقع في طأ ما وهو يعلم في البداية أنه خطأ ..وهذا لأنه غير معصوم اصلا من ذلك ..وهذا يمتنع في حق الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وازكى سلام ؛"))

أقول: هذه الفقرة لا أرى لها مكانا في النص لانها على كثافتها ورصانة لغتها - ان شاء الله - لا تسمن ولا تغنى من جوع ولو اخذت فيها رايي لحذفناها حتى نستثمر وقت قراءتها في شيء آخر..

5. كتبت تقول:
((كما أنك اخي الكريم ذكرت أشياء ونسبتها للأنبياء لا أعرف من أين جئت بها ..مثل قولك " منهم من اتهم ربه في ابنه " ولم أعرف من أين جئت بهذه العبارة الخطيرة جدا ..إذا كنت تقصد بذلك قصة سيدنا نوح عليه السلام وسؤاله لربه تعالى في نجاة ابنه قبل ان يقول له ربه تعالى انه عمل غير صالح ومن ثم استغفر ربه وتاب من هذا السؤال ..وهو عليه السلام لم يقول سوى "رب إن ابني من اهلي وإن وعدك الحق" وهذا كما قال العلماء سؤال في غاية الأدب مع الله تعالى...... إلخ" 

أقول: أنى جئت به من فهم سليم لقول كريم عن رب عظيم.
فاعلم وفقنى الله واياك لسليم الفهم ان نداء نوح لم يأت من فراغ وانما هو متعلق بآيه سابقة فات عليك الوقوف عندها حتى تتأمل خطورة الموقف. 
وهذه الآية التي فاتت عليك تحكى عن وعد من الله بنجاة (اهل) نوح في السفينة إلا من سبق عليه القولُ منهم.. فافهمهُ هُنا: " حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ" 
ثم إن غرق ابن نوح عليه السلام، في السفبنة بعد وعد من الله بنجاة اهله ومن كان يعتقد انهم من اهله هو ما تسبب في النداء الموجه إلى الله سبحانه وتعالى ولو تعريضا على حد تعبير أجلة علمائك . والذى لم يفطن له العلماء رحمهم الله هو ان التعريض لا يستوجب التعنيف والتحذير..
واسمح لى هنا ان اجرك الى بعض جدل العامة فالله سبحانه وتعالى عادل في حكمه رؤوف بعباده وخاصة بصفوته من الأنبياء ومن المستحيل ان يُعنف الله أحدا من انبيائه ورسله إلا بعد تجاوز حصل منهم، وعلى ذلك نفهم قوله تعالى لنوح عليه السلام ا" فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين" فالله ما كان ليحذر نوحا لمجرد انه حاشاه يحب التحذير.

6.  كتبتَ تقول عنى:
(( كما قلت أيضا " وأن منهم من كاد يكون جبارا في الأرض " ولم أعرف كذلك من أين جئت بهذه الكلمة أيضا.))

أقول: أنى جئت به من فهم سليم لقول كريم عن رب عظيم.
قال تعالى يا هذا: " فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِى هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًۢا بِٱلْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّآ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ"
فهذا كلام الله عز وجل هكذا فهمته فاتحفنى بفهمك عن علمائك، إن كنتُ مخطئا في نظرك.

 7. كتبتَ تقول
((كما قلت : "وأن منهم من سولت له نفسه أمرا فكذب على أبيه " .. فهذا أيضا يحتاج إلى توضيح "))

أقول: أنى جئت به من فهم سليم لقول كريم عن رب عظيم.
قال تعالى يا هذا:
"وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ"
فهذا كلام الله عز وجل هكذا فهمته فاتحفنى بفهمك عن علمائك، إن كنتُ مخطئا في نظرك.

8. كتبتَ تقولُ
(( كما زعمت أن منهم من أخذ نعجة اخيه أي (امرأته ) وهذا لم يصح في كتاب الله ..لأن هذه القصة وردت في سورة (ص) في قصة نبي الله تعالى داوود عليه السلام ..حين جاءه الملائكة في صيفة خصمين ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان الآية .. إلى آخر حديث الشيق..))

أقول انى في هذه الآية اعتمدتُ قراءة بعض العلماء وتفسيرهُ للنص كما اعتمدت انت قراءة أخرى مُخالفة لها وهذا لا يفسد للود قضية.
وخلاصة القول انى ساعرض عن التعليق على بقية حديثك لان به أرقاما خيالية تفوق مستوى ادراكى.
ولولا انى أخاف أن أُضام في بقية حديثى لاضفتُ ردا لطيفا على أميرى واميرك الذى لا يقبلُ الضيم إلا فيما يفهمه عنك.
وأقولُ قولى هذا واستغفرُ الله لى ولكما.

الأستاذ : محمد ولد الباه