تدوينة الدكتور والشاعر الكبير الشيخ سيدي عبد اللَّه

جمعة, 2016-10-21 19:13

ثلاثة أسابيع من الاستضافات التلفزيونية للعديد من الشخصيات التي لم تبخل جهدا في محاولة اقناع الناس بأن الترشح لمأمورية ثالثة ليس خطأ وأن الرجل يستحق ذلك وأن الدستور ليس قرآنا .. وأن جمهورية واق الواق تم تغيير مأمورية الرئاسة فيها، ولم تسقط السماء على الأرض.
ثلاثة أسابيع من التطبيل والتزمير لشخص بدل الوطن ..
ثلاثة أسابيع ووسائل الاعلام مجندة لمحاولة خلق صورة مزيفة عن الوعي الشعبي، تجعل الرئيس يوقن بأنه الخلاص الذي لا بديل عنه لموريتانيا .. وهي الوصفة نفسها التي خدعوا بها رؤساء قبله ..
 والبارحة ملؤوا خيمة القصر بالمهرجين والمهرجات.. وجعلوا لصراخهم لازمة واحدة وهي انه الرئيس الأبدي لموريتانيا ....
رغم كل هذا رفض الرجل أن ينخدع بهؤلاء الذين يعرفهم فردا فردا ويعرف كم صفقوا وتملقوا من سبقوه ويوم الانقلاب عليهم هتفوا باسم الوافد الجديد ..
لقد فهمهم .. وكان خطابه عن المأمورية مثلجا لصدور شرفاء موريتانيا، والحادبين على سكينتها و استقرارها، وكانت مبرراته لعدم قبول المأمورية الثالثة هي نفسها المبررات التي ساقها المطالبون بموريتانيا عصرية.. وذلك عندما قال انها ليست في صالح البلد .
أعجبنا الخطاب ونعتبره وعيا مقدرا ومشكورا بما يجب أن يكون عليه نظام الحكم مستقبلا في هذه البلاد .، كما نعتبره درسا لأولئك الذين لا يريدون أن تختفي مسرحيات التأييد الكرنفالية بمهرجيها ووزرائها ومتملقيها وصفاكتها ....
سأعتبر من الآن أن الرجل سينهي فترته الرئاسية وسيسلم الأمر لغيره .. ولكن أتمنى أن يستيقظ بعض مسؤولينا من ( رقدة العدم) وليدركوا أن موريتانيا بشبابها و مخلصيها لم تعد مستعدة للبقاء في حضيض الانقلابات وحكم الدبابة .. ومديحيات التهريج ...
#مللنا