#ألا_أطحين شرطتنا وشرطتهم (الحلقة 9) ....... يتواصل / الأستاذ باباه

جمعة, 2016-09-16 16:38

حادث الغزال ج2 ثم ما لبنا ان مرت بجانبنا سيارات الاسعاف وشاحنات الاطفاء فتفككت اول عقدة من غبائى لأفهم ان اجتناب السائقين لمناكب الطريق كان لتسهيل مرور تلك السيارات، سيارات الشرطة والاسعاف.

كان المُصاب فى الحادث المتسبب فى تعطيل السير غزالا يحمل الجنسية الأمريكية ويتمتع فيها بكل حقوق المواطنة.
لذلك  تعامل معه الناس فور ارتطامه بالسيارة كما لو كان انسانا مثلهم.
فلم يجرؤ أحدهم على اخراجِ سكينه وشحذِها على حجرٍ ليُعاجل بذكاته.
ولم يأخذ احد برجله ليزيحه عن الطريق فينطلقَ السَّفْرُ وينسابَ مَهَلاً.
بل توقف الجميع احتراما وتعاطفا مع احد مواطنيهم واتصلوا على فرق الإِنقاذ وغيرها من الجهات المهتمة..
فجاءت فرقة من الصحافة المحلية ومراسلى التلفزة لتغطية الخبر.
وجاءت فرقة من الإطفاء لتنظيف الطريق من بقايا الحادث.
وجاءت الشرطة للتحقيق فى الأمر.
وجاء الإسعاف لانقاذ الجريح فنزلوا إلى الغزال وعاينوه بكل رأفة وعناية واهتمام فضمدوه وحملوه على سرير اسعاف متحرك كما يفعل بالانسان ثم اسرعوا به استعجالا إلى عيادة خاصة بالحيوانات ليعالج هنالك بلا منٍّ ولا حسابٍ على حساب دولته.
ثم تهيأ لى بعد ذلك ان تابعتُ امرهُ فعلمتُ انه قضى بالعيادة ليال تحت العناية المركزة ثم تظاهر بالشفاء فمنحوه اسما ثم اطلقوا سراحه بعد ان حلَّوهُ خلخالا يحمل جهاز متابعة لرصده واحضاره فى مواعيده المقبلة مع الأطباء.
فتذكرتُ بذلك الغزال يومها هشاشة شبكات الطرق فى بلدى  وفوضى السائقين هنالك وعدم احترامهم لانفسهم ولغيرهم 
ثم تذكرتُ بذلك الغزال يومها غزلان بلدى وما اصابها من الإنقراض والتهجير والتقتيل على يد الصيادين المحليين وغيرهم من المُكَلِّبين واصحاب الجوارح من المترفين الوافدين من الخليج..
وتذكرتُ بذلك الغزال يومها انين ضحايا الحوادث فى وطنى ومقاساتِهم الآلامَ والأوجاعَ بعيدا عن اهتمام الدولة بصحافتها وشرطتها و"بلا" إسعافها و إطفائها.
واليوم أدعو رئيس البلاد إلى التأمل معى فى أمر ذلك الغزال.
- لأنى ببساطة تذكرتُ اليوم بذلك الغزال شخصا يهمه: تذكرتُ ابن الرئيس..