
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه وبعد :
فإليكم لمحة موجزة عن كاتب قصة أحلام متسول ونشأته ومسار دراسته وعمله :
إن هذه العجالة التي أنوي تقديمها لأفراد جاليتنا في الولايات المتحدة / ولاية كنتاكي / مقاطعة ألويز فيل بمناسبة عيد استقلال بلادنا عن الجمهورية الفرنسية تتلخص في نقطتين الأولى تخص شخصي المتواضع والذي لم يسبق لي التحدث عنه لكوني لا أرى داعيا لذلك قد يهم الغير سوى هذه المرة التي أعرض فيها عليكم وجهة نظري حول ما جرى في وطنكم من خلال حواري الكاشف حوله مع السيد إطول عمرو ولد لشول
فأنا أدعى إسلمو ولد محمد المختار ، مولود في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، في منطقة أم لعروگ جنوب مدينة گرو وهي منطقة جبلية ، ربما تضاريسها العورة ، هي من علمتني بالعيش فيها الصلابة والصبر !
وأبي يدعى محمد المختار ولد المصطفى ولد مانا ، وأمي تسمى السالمة وتكنى أيضا بالفالحة إبنة أحمد محمود .
وكان والدي منميا ولديه محظرة قرآنية تدرس القرآن الكريم لأطفال الحي ( لفريگ ) ووالدتي تعتني بتربيتنا أنا وإخوتي وأختي ، وتقوم بشؤون الخيمة بما في ذلك غزل الصوف والوبر .ولديها من يقوم عنها بجلب الماء ( أرواية ) وطهي الطعام .
تعلمت القرآن والكتب الفقهية لابن عاشر ثم لخضر ي وبعض كتب السيرة النبوية وقصص الأبياء ونور الأبصار
وبعض المدائح النبوية كبردة البصير وأيضا نهج البردة لأحمد شوفولي ومدائح ابن وهيب تلك التي يترنم بها شيوخنا المورتانيون في المناسبات والأعياد الإسلامية .
ولما بلغت الحلم أوقريبا من ذلك سافرت خفية خوفا من اعتراض أبي على سفري والتحقت بخالي الذي كان تاجرا في انواذيبو وبقيت معه عدة سنوات كنت أدرس بعض المواد التي لم ادرسها في محظرة الوالد كمتن الأجرومية وملحة لإعراب ومبادئ الحساب والهندسة وبعض أجزاء من كتاب البلاغة والعروض وما قد يصل يدي من كتب مثل المعلقات والدوان الستي حيث قد كنت قارئا نهما إن الصح هذا التعبير !
وخلال إقامتي في انواذيبو قد توافد علينا بعض خريجي الجمعات العربية وحتى الأوربية وكل جاء بتجارب تلك الدول التي تعلموا فيها ويحاول كل فريق منهم تطبيق نموذجه مستقبلا في موريتانيا وإذا نحن مجموعة من شباب المنطقة شغوفين بخطب عبد الناصر وماينشر الاعلام المصري من فكر وأدب وفن وليس لدينا حينها مانحاجج به أولئك القادمين من الجامعات الدولية !
فلهذا فقد قررنا الهجرة إلى لبيا كثورة عربية ، يقودها ثوار ومفتوحة أمام كل الوافدين ، من الشباب العربي للعمل والدراسة الشيء الذي أغرانا بالهجرة إليها ولكن ليست لدينا إمكانيات ذلك لا أوراقا للسفر ولا مصاريف للنقل ورغم ذلك قد سافرنا نحن التالية أسماؤنا إدومو ولد أحمد سيدي شفاه الله ، والطالب جدو ولد ممين والمرحومان يسلك ولد ببات وبياي ولد المانه وثم أنا وغيرنا ، وكانت وجهتنا إلى أزويرات ومنها انواكشوط و دكار ثم بامكو ، وأيضا أنيمي عاصمة النيجر ومنها إلى ليبيا بعد رحلة طويلة وشاقة ، ولكن خضناها بعزيمة الشباب وسمو الأهداف المتوخاة منها كالعلم والعمل
ولقد كان برنامجنا الذي قد اتبعناه ، فهو أن كل مدينة وصلنها يساعدنا تجارها النبلاء ،من الوطنيين الشرفاء بمانحتاج إليه لليوصلونا لوجهتنا الموالية ،وذلك دون سؤال منا نحن ولا منا من أولئك العظماء المحترمون فجزاهم الله عنا خيرا بأحسن الجزاء !وقد كانت رحلاتنا تتم بالقطارات ، والشاحنات وأحيانا في الصحراء الكبرى فليس لدينا من ظل يحجب لهيب شمس حارقة عنا سوي جلوسنا تحت السيارة ، يتقاطر على رؤوسنا زيت المحركوقطرات مياه القرب والطاقة التي لدينا للطبخ والشاي ، خلال شهركامل ، من السفر سوى خنشات ( أزگايب من بعر الإبل أو أكرودة ازگلم )
فهكذا وإلى أن وصلنا ليبيا بحيث سمحوا لنا بالدخول رغم كون بعضنا فليس لديه بطاقة تعريف شخصية !وذلك لصعوبة الحصول على الوثاقئق يومئذ في بلادنا الشيء الذي جعلنا نحتجز السفير الموريتاني في مكتبه ولعدة أيام ودون الإضرار منا بالممتلكات العامة ، ومما قد جعل الليبيون يتدخلون لدى السلطات الموريتانية لتزويدنا بجوزات السفر التي تمكننا من العمل وللسفر بها نحو المغرب لما لم نجد الدراسة في لبيا حيث قد استغلينا يومئذ انفتاح المغرب على تيسير التعليم لكل الشباب المورييتاني الوافدين إليهم. ضمن مجهودهم الحربي ضد حركة البوليزاريو ظنا من المغرب أنه كون ذلك الشباب الموريتاني العاطل ربما ينضمون للجبهة وذلك لكونهم يشاركونهم في نفس القبائل ، والعشائر ويتكلمون مثلهم نفس اللهجة ، وهم أيضا يخضعون لذات الأعراف والعادات وحتى لتلك القيم الأخلاقية .
وصلت المغرب صحبة الطالب جدو حيث قد وجدنا أمامنا إدومو وقد حصل لنا على منح دراسية بواسطة احمد جگنا ومحمد الكبير رحمهما الله فالأول من ألاد مساني ، وثم الثاني من ادوعلي ، واللذين يشتغلان في إدارة الأوقاف المغربية ، فتلك التي تتولى منح الطالب الموريتانيين وغيرهم ، ممن لربما يماثلون أوضاعهم .
فالمهم حصلت على منحة دراسية في مراكش في أول سنة ثانوي ، ثم حولت ضمن مجموعة من مدينة گرو إلى مدينة مكناس الجميلة لنقضي فيها ثلاث سنوات مع إدارة وطاقم علمي لم يبخلوا علينا بالمعرفة ،فكل في تخصصاته وقد سمحت لنا إقامتنا هنالك ،التعرف على معظم بعثات الجيش الوطني ومنهم طبعا محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني ، حيث نلتقي في بعض العطل عند المنزل العامر للكرماء منزل ملعينين ولد النور وزوجته المحترمة أم اتبيبيب بنت ملاي اعلي
ثم انتقلنا نحن أيضا بصفة جماعية لمدينة فاس حيث حصلت على الباكالوريا وبترتيب جد محترم من جامعة القرويين التاريخية حيث تعد من أوائل الجامعات التي بعث لها الإوربيون أولادهم يوم قد كان الغرب يغط في يبات نوم الجهل المقيت وثم حولت منها سنة ثمانين وتسعمائة والف ، إلى مدينة مراكش لأتابع دراستي في جامعة القاض عياض في كلية الحقوق القانون الخاص والشريعة الإسلامية وتخرجت بعد أربع سنوات بتقدير معتبر لليتم توحيلي للدراسات العليا إلى الدار البيضاء للدراسة في جامعة الحسن الثاني في تخصص القانون والفقه المقارن .
كانت مدة دراستنا في المغرب فلدينا اهتمامات أخرى منها مساعدة الموريتانيين الوافدين بالسكن والإعاشة
حتى يحصلوا على منح ثم توعيتهم على مشاكل بلدهم ومحاولة اطلاعهم ،على ما يدور من مشاريع استقطاب تدور حول مستقبل بلادنا وقد فتحنا يومئذ أول مكتب للطلاب الموريتانيين في المغرب ، وترك بصمة فكرية على معظم ذلك الشباب ،قد تجلت نتائجها لا حقا في مكاتب النقابات والأحزاب الساسية ، في بلادنا ! فهذه
مراحلي الدراسية . ولنعود إلى أرض الوطن في يناير من سنة خمس وثمانين وتسعامئة والف م . ولتبدأ الرحلة الأخيرة قبل الهجرة إلى دولة آمريكا بداية سنة 2002م في 12 فبراير من تلك السنة :
لقد عدت إلى موريتانيا بعد إثنا عشر سنة قد تخللتها عطلتان ، وكانت تلك السنة تبدو صعبة حيث البلاد في شبه إفلاس نتيجة لتعاقب الإنقلابات ، بحيث كل نظام يبدأ بإستغناء نفسه قبل الإطاحة به! وفيه جفاف وتوتر داخلي بسبب اعتقالات الناصريين ،والذين تم إطقلاق سراحهم أخيرا ، وكذا الجفاف وتشديد رقابة صندوق النقد الدولي القاضية بتخلي الدولة عن كل الاتزاماتها تجاه الشعب ، في مجال الصحة والتعليم والتوظيف !
سنة صعبة فعلا ولما قدمت وجدت باب التوظيف في القطاع العام منعدم ،إلا في وظائف المتقاعدين ! ولما كان عدد الطلاب المتخرجين سبعين ،وقد كنت أحمل ملف توظيفهم ، بحيث قابلت وزير الوظيفة العمومية لإمكانية توظيف معظم الطلبة ، في الوظائف الشاغرة . فهذا في سنة خمسة وثمانين فقال لي وهو يربت على جنبيه بنسعة مفاتيح سيارته ، ليس فيه أي مكان شاغر لكون المتقاعد لديه خبرة في واقعنا وعنده عيال وأنتم شباب لا نعرف من أين أتيتم فكلكم سيذهب إلى دولة ما ويأتنا بدكتوراه أو ماستر ،أو مانعرف (گاع )ونحن لم نرسل أحدا لكوننا لا نحتاجه أصلا ! فنحن نشتغل على أوراق تأتي جاهزة من ليبرمري تلك الفرسية ولا تحتاج سوى التوقيع وليست لكل هذه الشهادات ! فهكذا قد ختم حديثه وقال لتسامحني فلدي عمل خارج المكتب وانتهى ذلك اللقاء ،الذي كان الطلبة يعلقون عليه آمال التوظيف والعمل ونهاية لمشقة الغربة وعصا الترحال!
إذن فلم يبق أمامي للوظيفة ، سوى القطاع شبه العام ولهذا توجهت للمسابقة في مناء الصداقة على وظيفة مستشار قانوني وكان موضوع المسابقة هو التبعية في عقد الشغل وذلك عنوان رسالة تخرجي ، وتأكدت من نجاحي ، ولكن للأسف فنتائج تلك المسبقة فلم تطلع حتى الساعة ! وقد وظف بدلا منا غيرنا ،وبلا اختبار ولا مسابقة ! ولقد تظلمنا للقضاء والوزير المعني ، وحتى للرئيس معاوية دون الرد علينا ولا مجرد إبداء لاهتمام
ولقد أعلن عن مسابقة ثانية ،حول مستشار قانوني في البنك الليبي لتوظيفه وقد شارك ستت وثلاثون في تلك المسابقة والتي لم تطلع نتائجها حتى الساعة وقد نال تلك الوظيفة زميل لي ،قد كان في ذات ذلك اليوم في ضواحي كيفة ! ثم مسابقة ثالثة تتعلق أيضا بمستشار قانوني يطلبه بنك البركة فى انواذيبو ، وقد نجحت في الكتابي والشفهي معا ولكن طلع ناجحا بدلا مني زميل آخر قد سقط في الكتابي وقال لي يومئذ لا يهم سأكون ناجحا وقد حصل له ذلك ،وإلى إن تقاعد أخيرا ! فهذه التجارب الثلاث فقد تأكدت من خلالها بكون من ليس وراءه ضابط كبير ،أوزير أو رجل أعمال ، فلا أمل له في الوظيفة ! وبالتالي توجهت للمحاماة ، وقد تدربت في مكتب حمدي ولد أسويح ،والذي نجح عمدة ، لننتقل من مكتبه إلى مكتب نقيب المحامين الأستاذ المحترم يعقوب جلو والذي قضيت في مكتبه متدربا مدة ثلاث سنوات حصلت ، خلالها على شهادة تقدير ، فهاهي في حقيبتي أعتز بها . ولما قد حاولت الخروج ،من مكتبه فقد رفض وقال فلتبق معي شريكا وأتحمل عنك الإجار والعمال لكونك مازلت جديدا ، وإلا فإذا أردت الخروج فسأذهب معك ، لكوني تعودت على إدارتك للمكتب ، ولكوني لست مثلك متمكنا من الدفاع باللغة العربية . ولسوف أختم هذه الفقرة بكون ما قد حصل في تلك المسابقات ، فلقد حصل أشنع منه مع غيري ! ومثال واحد يتعلق بمحمد سعيد ، هو شاب ذكي من مدينة شنقيط وكان معي في نفس الجامعة وكذا يحي الوقف وكان يدرس في كلية العلوم في المغرب وقد شارك هو الآخر في مسابقة اكتتاب طباط في الأكادمية العسكرية الموريتانية وقد نجح وهو الرقم الأول ! ولكن لم يطلع إسمه ، وبقى ينتظر إمكانية العودة إلى المغرب إلى أن صادف الضابط الفرنسي الذي كان مشرفا على مسابقة الضباط ،الذي قد فاجأه قائلا لماذا لم تذهب كالطلاب للمدرسة ،فقال له لكوني لم أنجح في الكتابي فقد قال له اركب معي وقد ذهب به إلى قائد القوات المساحة والذي قدمه له قائلا له فهذا الشاب أنا من قد صحح أوراقه ،ومن قد كان يحرس قاعة الأختبار ، والذي أنهى عمله خلال ساعة واحدة ونقل عليه بعض المتسابقين وكان الرقم الأول فليلتحق بالمدرسة حالا أو نشر هذا الخبر ، أو لنطالب بانهاء دور بعثتنا ولن تبقى معكم !! فما كان من القائد إلا أن أمر بحلق شعر سعيد وقد تم نقله فورا في سيارة نوع سفمگ إلى المرسة العسكرية في أطار ، والذي نجح الأول على دفعته ! فهذه موريتان يومئذ ، وما زالت كذلك ، ولم يطرأ عليها تغيير إيجابي يذكر للأسف مادام حال شعبنا هكذا يقبل الظلم خوفا من السجن ،أو الحرمان أو إلصاق تهمة المعارضة به !
ثم محاولتي الإندماج في الحياة المهنية ولو إلى حين :
فبعد نهاية التدريب والعمل ، كمحام في مكتب نقيب المحامين كشريك أتولى الدفاع أمام الحاكم ،والنقيب يتولى إدارة العقود ،مع المؤسسات الكثيرة التي قد كنا نمثلها أمام المحاكم ، وخلال مدتي في المحاماة ، فلم أخسر قضية لكوني أول ماتعلمت ،من الأستاذ هو كون المحام لما يأتيه الزبون فسينظر في مدى أحقيته فيما يدعي به أو يدعى عليه ويقول له نسبة أحقيته في تلك القضية ويتعاقد معه عليها وبتالي قد كانت مؤسسات الدولة لما تطلب منا الدفاع عنها في أمور غيرمشروعة فنرفض طلبها ذلك ونبرر سبب ذلك بما سيلزم قانونا .
وعلى هامش عملي كمحام ،فكنت من مؤسسي حزب التحالف الشعبي التقدمي ، ولما لاحظت كون الأحزاب في البلد فالغرض منها إرضاء الغرب بتبني شكل نظامه السياسي ، ولا يهمهم بعد ذلك ممارسات نظام الحكم إلإستبدادي ! إذا فالمستفيد من ذلك النظام فهو حزب محكوم باسمه والباقي من الأحزاب ما قد يتعدى كونه زوايد الشاة التي لا تزيد لحما ولا تنقص جلدا !والحزب المحكوم باسمه فليست لديه مبادئ ، وقادته يعينون بمرسوم شفهي ،من الرئيس والذي يمنعه القانون من إدارته للحزب !ودور الحزب ، تبرير ظلم الإدارة وبهذه الوظيفة ، ستكون دالة عليها ، الآية القرآنية (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )صدق الله العظيم !
وفي الثاني والتسعين وتسعمائة والف ، فلقد تم إعداد انتخابات رئاسية في النظام الديمقراطي الجديد والذي ترشح فيه الرئيس معاوية ، وآخرون من ضمنهم احمد ولد داداه الذي قد سانده مكتبنا ،ولما أن نجح معاوية بالطرق المألوفة لدى الأنظمة الإستبدادية فأول ما قام به حل جميع عقود المكتب تلك الذي قد حصل عليها في ظل كون رئيس الحرس الرئاسي يومئذ ،قد كان أخو يعقوب جلو وحيثما توفى رحمه الله ،فلم يبق من مبرر لمكتب دعم معارض أن تبقى له امتيازات فدمنحت له أصلا في ظل نظام عسكري ، قد فسخ بدلته العسكرية أخيرا و أخفا ها تحت ثوبه المدني !
فلهذا بدأ مكتبنا يتعب ، لكونه كان جل عمله مع تلك المؤسسات التابعة للحكومة ، ولما قطع ريعها أصبح المكتب في وضع غير مريح وبالتالي أصبحت شخصيا في مفترق الطرق فإما أن أبقى في المعارضة ولم يعد أمامي من شيء سوى العمل في ملفات عادية ، يستمر العمل فيها لعدة سنوات ، وفي الأخير لم تجد طريقها إلى التنفيذ أو لأذهب إلى الحزب المحكوم باسمه لكي أنال عضوية ذلك الحزب الذي سبق وقد كنت بالأمس أصفه باللامشروعية ، وكونه أداة مساندة للسلطات في ظلم المواطنين ! فلهذا فقد وجدت المخرج الوحيد ، بالنسبة لي فهو الهجرة نحو آمريكا لكون بعض أقاربي سبقوني إليها وبدت فائدة هجرتهم مفيدة ، وخصوصا كوني ومازلت أعتبر كون شخصية الرجل يجب ألا تظل رهينة للمهنة أو الوظيفة ،التي قد شغل ، بل يركب أول بعير يناخ له وذلك حسب المثل الشعبي القائل (جمل الدهر الل برك لك أركبو )
فلهذا قررت الهجرة لآمريكا ، وقد اندمجت في الأعمال التي وجدت أفراد الجالية بمرسونها قبل الحصول على الأوراق وتعلم اللغة الآمريكية حيث عملت في الفنادق والمطاعم و استيشنات وبيع حليب الأطفال ، ونتيجة لذلك حصلت على الأوراق واستقدمت أسرتي وتعلموا هنا ، ومنهم محمد لمين المترجم للجالية ولله الحمد والمنة . والذي قد حافظت عليه خلال مدة عملي قبل التقاعد ألا يلاحظ الغير علي كوني كنت مثقفا ومحاميا أدافع عن حقوق الناس . بل رجل أعيش ظروف المهنة التي أمارس ظرفيا ، ثم أنا أيضا فلم أنس ظروف شعبي فبقيت أتابع أموره السياسية والإجتماعية وكلما قد جد جديد فيها ، فأبادر كتابباً بالتعامل معه سلبيا أو إيجابيا وحتى تراكم لدي من المقالات ، ما سوف يملأ أكثر من مجلدين إثنين إن جمعت في كتب مجلدة !
وأختم هنا بطرفة قد حصلت معي يوم كنت عاملا في مطعم ويندز ، الذي كان العتيق رئيس أعماله ، وكانت سيدة من زنوج آمريكا فتدعى بيري ، وفي عيد معين ما فلقد رسموا بسمة على جدران المطعم الداخلية ولما قدمت في بداية الدوام ،فقالت لي تلك المنبجرة فهللا تلاحظ شيئا ما طرأ ، فقلت لها نعم فتلك البسمة على الحيطان فقالت عملناها لكونك عبوسا فلماذا لاتبتسم فقلت لها فأين لي مصدر للإبتسامة لما قد تحولت من محام له أعماله وزخمه ، إلى مجرد عامل بسيط يتلقى الأوامر منك لكي يشوي لك الهوبرگر ، فبهتت وتبسمت أمامي واعتذرت ،ومن ذلك اليوم وهي تعاملني باحترام ولطف منقطعي النظير ، ولقد اكتملت تجاربي ههنا!!
أما النقطة الثانية فهي تتعلق بالكتاب الذي قدجمعت محتواه منذ عدة سنوات قد خلت ، فمن حيث الشكل فاخترت له لوحة فنية تعبر عن بطل القصة والمحتوى اللذين يعالجان بصورة موضوعية كل مشاكل المجتمع الموريتاني (البظان ) وخصوصا نهاية الاستعمار وبداية الإستقلال وما قد آل إليه حال ذلك المجتمع ، بعد أن تعاقبت عليه إدارات الأستعمار والإدارة التي قد خلفت وما تلى ذلك من انقلاباًت أتت على الأخضر واليابس إن كانت سنوات الجفاف التي قد رافقت تلك الأنظمة من اخضر أوحتى يابس ! ثم كوني أخترت بأن تكون القصة مضغوطة في صفحات قليلة نسبيا لكون معظم الناس لم يعودوا يميلون للقراءة ! بل يعد هذا الكتاب متحفا تاريخيا واجتماعياً وسيا سيا يكشف الغطاء عما قدحل بالبلاد من مشاكل ومصاعب ، وتفاصيل ذلك تجدونها مع إطول عمرو ( لكلام من فم ملاه احل ) فلتستمعوا بإمعان لذك الحوار الذي قد دار بيني ليلتئذ ، مع إطول عمرو في جنوب مدينة أنواكشوط ،وستصلون إلى حل عقدة لكل ذلك ، وهو ما قد آل إليه الواقع المورتاني !!
كتبت هذه العجالة بتاريخ 14/ 11/ 2025
م من طرف الأستاذ إسلمو محمد المختار ولد مانا في /ألويز فيل كنتاكي الولايات المتحدة الأمريكية .









