الأسئلة الحاسمة في موقف مصر من فلسطين

سبت, 2025-04-19 19:01

توحش إسرائيل في فلسطين يؤدي إلى الاحتكاك بمصر، ولذلك نطرح الأسئلة الحاسمة الآتية لتوعية صانع القرار في مصر وعموم الشعب المصري.

السؤال الأول : هل ما تقوم به إسرائيل من القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وإجراء تغييرات أساسية في الاستيلاء على فلسطين كلها هل هو في صالح مصر أم ضد مصلحة مصر؟

الإجابة : نحن لا نميل إلى التفرقة بين مصالح النظام الحاكم وبين مصالح الوطن. يفترض أن النظام الحاكم يدير العلاقات بين مصر وإسرائيل لصالح الأمن القومي المصري. ومن الملاحظ أن المقاومة كانت خط الدفاع الأول عن مصر وأن هيمنة إسرائيل على كل فلسطين وعلى بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان حتى بسند أمريكي يضر بالأمن القومي المصري ضرراً بليغاً. وللعلم فإن مصر خلال سبعين عامًا لم تضحِ من أجل فلسطين وإنما كان الجيش المصري عرضةً للعدوان الإسرائيلي عامي 1956 و1967 وعندما قررت القيادة السياسية استخدام الجيش لتحرير سيناء كان ذلك دفاعًا عن الأراضي المصرية وتحريرًا لها. ذلك أن الجيش المصري لم يعتدِ في تاريخه على إسرائيل، بينما كان دائماً عرضة للعدوان. إذا كانت إسرائيل تخطط للاستيلاء على الأراضي المصرية بعد انتهاء مهمتها في فلسطين، فإن ذلك يوجب الدفاع عن مصر، وفي مقدمة المدافعين الجيش المصري.

السؤال الثاني : هل كانت تدرك الحكومات المصرية المتعاقبة منذ آلاف السنين قيمة فلسطين للأمن القومي المصري؟

الإجابة : رغم أن قطز لم يكن مصرياً، إلا أنه استخدم الجيش المملوكي دفاعاً عن مصر عندما وصله إنذار هولاكو قائد المغول، فجرّد الجيش المملوكي والتقى في عين جالوت – جنين الحالية في الضفة الغربية – إدراكاً منه أن فلسطين جزء من الأمن القومي المصري، وذلك عام 1258 تحت راية الإسلام. هذا هو التاريخ الذي يحدثنا عن أهمية فلسطين وأهمية راية الإسلام في هزيمة المعتدين بدون حساسيات سياسية.

السؤال الثالث : ما الفرق بين التتار وإسرائيل؟

الإجابة : أن إسرائيل مجموعة من الصهاينة اللصوص الذين يستهدفون مصر أساسًا، وقد وضعوا في مشروعهم في القرن التاسع عشر أن سيناء جزء من إسرائيل ولذلك حذرت السلطة في مصر على مدى العقود الماضية من أن سيناء تعتبر الجرح النازف لمصر ولابد من تكثيف التواجد السكاني فيها.

 وإذا كانت معاهدة السلام فرضت على مصر وفيها أحكام مجحفة، فإن الأوان قد آن للتخلص من هذه العقبات عندما يخف الضغط الأمريكي عن مصر. وسوف ننشر مقالًا مستقلًا عن الاعتداء على سيادة مصر في اتفاقية السلام أو صفقة السلام.

 أما التتار فكان لهم إقليم انطلقوا منه ولم يدعوا مطلقًا أنهم تملكوا الأقاليم التي فتحوها، ولم يزعموا يومًا أنها كانت ملكهم كما فعل الصهاينة في فلسطين. يضاف إلى ذلك أن إسرائيل أداة فى يد الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى في سحق العالم العربي، وفي المقدمة مصر، وهي البداية والنهاية للمنطقة. ولذلك يجب تقوية مصر بأوراق القوة اللازمة والتوجيه بأن إسرائيل هى أخطر تهديد للأمن القومي المصري على مر التاريخ، وأن الولايات المتحدة هي التي تمكن إسرائيل من مصر وكافة العرب. أما أوراق القوة المصرية، فهي تأكيد عروبة مصر وإسلامها وانها كانت دائمة قلعة العروبة والإسلام بقطع النظر عن القلاع الاصطناعية في المنطقة.

تثقيف المجتمع المصري حتى يتوحد وهذا سهل ميسور لأن المجتمع المصري ليس فيه أقليات حتى الأقلية المسيحية ليست أقلية، فهي جزء أساسي في تركيب مصر ويخطئ من يعتقد انها أقلية ولذلك فإن الغرب يلعب على هذا الوتر بل أن بعض السياسات الأوروبية ركزت على هذا الموضوع، ويجب أن ترفضه مصر الدولة والشعب فوحدة المجتمع المصري ورقة أساسية من أوراق القوة التي يتمنى أعداء مصر إحراقها. ولم يكن المجتمع المصري يومًا طبقيًا كما زعم البعض من تتار العصر، وإنما كان المجتمع المصري نسيجًا واحدًا متآلفًا واعيًا مثقفًا متضامنًا. وكان الغني فيهم يتضامن مع الفقير، فَلعبة الإقطاع والطبقات واضحة لتفتيت المجتمع المصري، ولا يقول بذلك إلا جاهل أو مغرض. وقد آن الأوان لكي يتحرر المجتمع المصري من هذه الخزعبلات، فأبناء مصر في كل الأماكن داخل مصر وخارجها متضامنون فى حب مصر ويغارون عليها من الاعتداء من الداخل أو الخارج.

الثروات الطبيعية والمحافظة عليها وحسن ادارتها ويدخل فيها مميزات الموقع والثروات البحرية والمعادن والآثار والسياحة.

الثروة البشرية تقتضي المحافظة عليها وزيادتها وليس نقصانها، والاهتمام بتثقيفها وتعليمها وتيسير الرعاية الصحية لها من موارد الدولة وليس تكرما من أحد، لكي يشعروا بالراحة النفسية والأمن النفسي الناجم عن الأمن الغذائي والأمن الإنجابي والأمن الصحي، وتوفير العدل في الحياة المصرية عموما وعدم التمييز بين فئات المجتمع ووظائفه.

الاستقلال وتعزيز المصلحة الوطنية العليا بحيث يكون هو المعيار في الداخل والخارج ومكافحة الفساد واستقلال القرار مهما كانت الضغوط الخارجية.

اصلاح نظام الحكم لابد أن يكون رشيدا ولا شبهة فيه للتربح والاستعانة بالكفاءات فى الداخل والخارج وفي تشكيل البرلمان والوظائف العامة واستقلال السلطة القضائية والاستعانة بالعناصر الوطنية التى تتسم بالكفاءة فى تشكيل الحكومة وضرورة التمييز بين الدولة والحكومة؛ فالحكومة جزء من السلطة السياسية، بينما السلطة السياسية هي الركن الثالث فى الدولة إلى جانب الشعب والأرض ومهمة الحكومة هي إدارة الدولة وبقية اجهزة السلطة السياسية وفقا للدستور والقوانين الصحيحة وفقا للمصالح المصرية العليا.

التحالفات الاقليمية وهى بالنسبة لمصر العرب أولاً رغم التشكيك فى عروبة مصر من جانب بعض المغرضين وثانياً إفريقيا وثالثاً آسيا ثم أمريكيا اللاتينية ثم أوروبا .هذه التحالفات الاقليمية لابد أن تخدم مصالح مصر فهذه المصالح مقدمة على كل اعتبار ومصالح مصر واضحة، وهي الأمن المائي أولاً ثم الأمن الاجتماعى ثم الأمن الصحي والغذائي. أما الأمن الجنائي فتلك مهمة الشرطة والعدل المخلصين لمصر .

علاقة مصر بالمجتمع الدولى وهذه العلاقة تتحدد بخمسة مؤشرات الأول مسارعة مصر فى الحملة الدولية لنجدة ضحايا الكوارث الطبيعية. والثاني مواقف مصر السياسية العاقلة. والثالث أداء الحكومة المصرية فى الداخل والخارج. الرابع هو اداء الدولة المصرية في المنظمات الدولية. الخامس أن تكون وسيطًا في تسوية المنازعات الاقليمية والعالمية.

انشاء نخب جديدة لهذه العقيدة الجديدة التي تفارق كل ما سبق خلال العقود الماضية.

وللعلم فإن توافر هذه الأوراق في مصر كفيل بزوال إسرائيل والخشية من الضغط على مصر في هذه الحالة لأن إسرائيل تعيش على المؤامرات ضد مصر وفساد الاحوال المصرية هو قبلة الحياة بالنسبة لإسرائيل فالحياة لا تتسع لمصر وإسرائيل في وقت واحد لابد أن مصر تتسيد المنطقة بما فيها إسرائيل لا أن يأتي الغرباء إلى المنطقة لإخراج أهلها منها.

 وتوفير أوراق القوة في مصر يبدأ بإصلاح السلطة السياسية دون مكابرة أو ادعاء.

السؤال الرابع: كيف تبدأ مصر بإنقاذ فلسطين وأهل غزة؟

الاجابة: لابد أن تضحي مصر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل مهما كانت الامتيازات للوطن وتستطيع مصر أن تطور نموذجاً لعلاقاتها بإسرائيل وأن تكون حاسمة في ذلك، لأن إسرائيل تقع في إطار الأمن القومي المصري، فتبدأ مصر بتصور تخلي إسرائيل عن المشروع الصهيوني. وثانياً تهدد بسحب الاعتراف من إسرائيل ولا يكفي قطع العلاقات الدبلوماسية وانما لابد أن تقود مصر المنطقة العربية لحماية الهوية العربية.

السفير د. عبدالله الأشعل كاتب ودبلوماسي مصري