
إن محاولة تفكيك العلاقة بين مكون "لحراطين" وصلته بـمكون "البيظان" في موريتانيا يحمل في طياته مخاطر كبيرة على الدولة والمجتمع الموريتانيين ولا شك أن وراءه أيادي لا تريد الخير لهذه الأمة وبالمناسبة فهي معروفة للموريتانيين فبعد أن عجزت عن تحقيق الإنفصال ونشر الفوضى باتت تسعي لتقويض وحدة هذا الشعب وبث الخلاف بين مكونه الرئيسى ليضرب بعضه بعضا وهي الرابحة من كل ذلك في الأخير !
ومن نافلة القول بأنه من الضروري التأكيد على أن تلك المحاولات للفصل بين "لحراطين" و "البيظان" باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على وحدة واستقرار موريتانيا ونهيب بكل الوطنيين أن لا يبقو متفرّجين علي أولئك المدفوعين بأجندة غير وطنية وهم يقسمون أبناء الوطن الواحد بل لابد لهم من العمل علي تعزيز الحوار والتفاهم بينهم والاعتراف بالتاريخ المشترك وتثمينه وبالمصير الواحد لأن ذلك هو السبيل الأمثل لبناء مجتمع موريتاني متماسك ومزدهر يسوده العدل والمساواة لجميع أبنائه ، أما محاولة البعض إنكار الصلة بين المجموعتين فهو بذلك إنما يغذي مشاعر التمييز والعنصرية ضد "لحراطين"، الذين عانوا تاريخيًا من التهميش والعبودية مما يؤدي إلى تفاقم الظلم الاجتماعي والاقتصادي الذي يواجهونه.
إن إذكاء الصراعات الاجتماعية وخلق شعور بالانفصال والعداء بين مكوني المجتمع الواحد يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات والصراعات الاجتماعية، مما يؤثر على الأمن والاستقرار المجتمعي ويُسهم في تحقيق مصالح " الآخر" من خلال تشويه الهوية الوطنية الموريتانية التي هي نتاج تفاعل وتكامل مختلف المكونات الثقافية والاجتماعية لأن محاولة فصل أحد هذه المكونات عن الآخر قد يشوه الهوية الوطنية ويقلل من ثراء التنوع الثقافي في البلاد .
ولقطع الطريق على هؤلاء يجب الإسراع بمعالجة إرث العبودية وتداعياته التي لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا للمجتمع الموريتاني.
إن محاولة إنكار الروابط بين "لحراطين" و "البيظان" قد يعيق الجهود الصادقة لمعالجة هذا الإرث وتحقيق العدالة والمساواة للجميع .
حفظ الله موريتانيا