صدمة الحرب على غزة في حسابات إسرائيل والبنتاغون والناتو.... مخطط القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني يتحول تدريجيا إلى سراب

أربعاء, 2023-11-29 09:37

بينما يدور النقاش وتقدم الكثير من التقارير والتقديرات المتباينة حول المواجهة العسكرية والسياسية بين إسرائيل وحركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فرضت الأحداث بتفاصيلها الصلبة غير القابلة للتعديل معطيات عسكرية وسياسية سيكون لها تأثير على ساحة التطورات المستقبلية ليس بالنسبة للصراع الفلسطيني مع تل أبيب وحلفائها فحسب بل على نطاق أوسع كثيرا.

وينبه بعض المراقبين الإسرائيليين إلى أن النجاحات العسكرية المزعومة بعد ضرب غزة بـ40 ألف طن ديناميت غير مرئية حتى الآن، لافتين على سبيل المثال لعدم مشاهدة صور لأنفاق مدمرة، أو استسلام، أو قتل عدد كبير من المقاتلين الفلسطينيين.

في تل ابيب وواشنطن وبعض العواصم الغربية لا يزال اللغط قائما حول تصفية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولكن مع بروز آراء وتقديرات أكثر من السابق في أوساطهم السياسية والعسكرية التي تشير إلى استحالة ذلك لأن المقاومة الفلسطينية بمختلف تكويناتها هي تعبير عن إرادة شعب يناضل من أجل استعادة وطن مسلوب ومستعمر، زيادة على أن العمليات العسكرية ضد غزة لم تسفر حتى بعد زهاء 50 يوما من القصف بأكثر من 40 الف طن من المتفجرات سوى عن قتل أكثر من 15 الف فلسطيني غالبيتهم من المدنيين بينما يبقى الكيان العسكري لحماس غير متضرر بشكل كبير. تتصاعد المخاوف في الغرب المؤيد لتل أبيب من تكبد الجيش الإسرائيلي لخسائر كبيرة في المواجهات في حرب شوارع غزة مما سيترك أثارا كارثية على إسرائيل. ويشير هؤلاء كمثال على هشاشة فكرة الاستيطان أمام أخطار الأعمال العدائية، إلى أنه في الوقت الحاضر يرفض أكثر من 182 ألف مستوطن العودة إلى أماكن سكناهم في غلاف غزة أو المناطق المحاذية للحدود مع لبنان حتى بعد نهاية المعارك ويرغبون في الاستقرار في مواقع بعيدة عن الحدود في حين استقر حوالي 80 ألف إسرائيلي في قبرص مؤقتا وقد يهاجرون إلى دول غربية، بينما غادر 5 آلاف أوكراني.

تعد حروب المدن من أصعب العمليات للجيوش النظامية المهاجمة، لكن القوات غير النظامية تفضلها لما تمتلكه من ميزة المباغتة وأمور أخرى تساعدها على إبطال التكنولوجيا المتقدمة للجيش النظامي.

بيد أن هناك معضلات في هذا النوع من الحروب تواجه كلا الطرفين، ويكون العامل المؤثر فيها مستوى الروح المعنوية لدى المتحاربين والفرق التكنولوجي والقوة النارية الكبيرة. حرب المدن او حرب الشوارع هي الحروب الحديثة التي تجرى في المناطق الحضرية مثل القرى والمدن. الحروب التي وقعت في مناطق مسكونة قبل القرن العشرين تعرف بحروب الحصار. 

تعتبر إحدى أصعب وأعقد حرب ممكن أن تشن، فهي معقدة لدرجة ندرتها في التاريخ والحاضر. ولا يتمكن من إجادتها أحد، إلا بعد خبرة طويلة، تتخللها تضحيات كبيرة، لا يتحملها إلا صاحب حق لا جدال فيه.

وصعوبة حرب المدن وتعقيداتها، تكمن في كونها تخاض في عقر دار الحكومات المراد إسقاطها أو فرض الإرادة عليها، وقريباً من مقرات أجهزتها الأمنية وعيونها. ولذلك، حتمت هذه الحرب وجود قيادتين لتنظيماتها، قيادة سياسية، وأخرى عسكرية. كما فرضت طبيعة هذه الحرب على محاربيها، بأن يكونوا قلة، ولكن على مستوى عال من التدريب والمهارة. كما أن عمليات حرب المدن العسكرية، يجب أن تتسم بالدقة العالية، والسرية التامة، لدرجة عدم اطلاع جناحها السياسي بمعرفة متى وأين وكيف ستتم الضربة العسكرية المقبلة. ونادرا، ما يقوم من ينفذون هذه العمليات، بتصوير عملياتهم.

وكذلك حتمت طبيعة حرب المدن، على محاربيها، عدم وجود معسكرات لهم، أو مقرات، ولا حتى مخازن أسلحة. فحركة محاربيها تتم عبر غطاء مؤسسات تجارية أو أهلية أو خيرية. كما أن تدريبات عناصرها، تتم إما خارج البلاد، أو داخل مقرات سرية تحت الأرض. أما السلاح، فيأتي قبل تنفيذ العملية العسكرية مباشرة، إما من خارج البلاد، وإما بتصنيع محلي، بواسطة ورش تحت الأرض أو ورشها التجارية.

وأهم تكتيكات حرب المدن، هو الضرب والاختفاء. أو اضرب عن بعد. وينجح مثل هذا التكتيك، في ظل تعاطف السكان المحليين مع منفذي مثل هذه العمليات.

 

خطوة اضطرارية 

 

كتب مكسيم بلوتنيكوف، في "كومسومولسكايا برافدا" يوم 24 نوفمبر، حول عجز إسرائيل عن هزيمة حماس.

وجاء في المقال: قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيميون باغداساروف، لإذاعة "كومسومولسكايا برافدا"، إن الهدنة المعلنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة خطوة اضطرارية من جانب الحكومة الإسرائيلية.

ورغم قرار حماس بالإفراج عن بعض الرهائن الإسرائيليين، والذي يعد بمثابة ورقة رابحة في المواجهة مع تل أبيب، يرى باغداساروف أنه لن يؤدي إلى إضعاف مواقف الحركة. "في الواقع، سيسمح هذا للفلسطينيين بالحصول على وقت للراحة".

وأضاف: "لكن الحكومة الإسرائيلية أرادت تحقيق نصر عسكري على حماس، والسيطرة على قطاع غزة وتدمير كل ما يرتبط بالحركة الفلسطينية. بينما، بعد شهر ونصف من الأعمال القتالية، نتيجة الجيش الإسرائيلي، بعبارة ملطفة، هزيلة. وعلى الرغم من القصف الهائل والمذابح الجماعية بحق المدنيين بالدرجة الأولى، لم تحقق إسرائيل أهدافها العسكرية قط. وهي غير قادرة على إنجاز هذه المهام، على الأقل في الوقت الحالي".

ويرى باغداساروف أن رغبة إسرائيل في تخليص قطاع غزة بالكامل من حماس مهمة صعبة للغاية، لأن حماس ليست مجرد مجموعة عسكرية، بل "بنية اجتماعية صناعية حكومية" كاملة.

وأضاف: "حماس تتضمن كل ما يتعلق بالجيب: نظام الحكم، الصحة، التعليم، وما إلى ذلك. 2.5 مليون شخص مشبعون بحماس، فكيف يمكن التخلص منها؟ هذه مجرد تصريحات للتحدي من نتنياهو والقيادة الإسرائيلية، ولا تستند إلى أي فكر تحليلي حقيقي".

وفي الوقت نفسه، أشار باغداساروف إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي يشير مرة أخرى إلى أن رأي المجتمع الدولي، بما في ذلك المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، لا يلعب دورا خاصا في حل مثل هذه المشاكل.

 

هدنة غزة انتصار للمقاومة

 

اعتبر ضابط المخابرات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريتر، إعلان وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، بمثابة انتصار للمقاومة في غزة والنعمة للفلسطينيين، والإنقاذ للإسرائيليين.

وفي تصريحات صحفية، قال ريتر يوم 23 نوفمبر 2023، إنه "لا ينبغي لأحد أن ينخدع بالاعتقاد أن هذا كان أقل من مجرد انتصار لحماس، فقد اتخذت إسرائيل موقفا عدوانيا للغاية مفاده أنها، نظرا لهدفها المعلن المتمثل في تدمير حماس كمنظمة، فإنها لن توافق على وقف إطلاق النار تحت أي ظرف من الظروف".

وأضاف ريتر: "من ناحية أخرى، جعلت حماس أحد أهدافها الأساسية هو بدء الجولة الحالية من القتال مع إسرائيل، بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، الذين تحتجزهم إسرائيل.. وفي ضوء ذلك فإن وقف إطلاق النار يمثل نصرا مهما لحماس، وهزيمة مذلة لإسرائيل".

وتابع بالقول أن "توقيع إسرائيل على وقف إطلاق النار يشكل الإشارة الأكيدة حتى الآن إلى أن الأمور ليست على ما يرام فيما يتعلق بهجومها على حماس".

وأشار ريتر إلى أنه "لا ينبغي لهذه النتيجة أن تكون مفاجأة لأحد، فعندما شنت حماس هجومها على إسرائيل، في 7 أكتوبر 2023، شرعت في تنفيذ خطة كانت في طور الإعداد منذ سنوات".

وتابع: "إن الاهتمام الدقيق بالتفاصيل، الذي كان واضحا في عملية حماس، أكد حقيقة أن الحركة كانت تدرس الاستخبارات الإسرائيلية والقوات العسكرية المصطفة ضدها، وتكشف عن نقاط الضعف التي تم استغلالها فيما بعد".

 

فرار المجندين

 

تتضارب التوقعات في الداخل الإسرائيلي فيما خص استكمال العدوان على قطاع غزة، بعد انقضاء مدة الهدنة المرتقبة، وسط تخوفات من هروب الجنود أو إعلان عصيانهم بعدم البقاء في غزة. 

ووفق المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوسي يهوشواع، في تقرير نشره يوم الخميس 23 نوفمبر، فإنه "على مستوى النخبة السياسية، ليس الجميع مقتنعاً بأن العملية البرية ستستمر كما هو مخطط لها بعد وقف إطلاق النار".

وأضاف "كان يتوجب على القيادة السياسية الإسرائيلية، نتنياهو وغالانت وغانتس، أن تكون أكثر حذرا في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الأربعاء 22 نوفمبر، لكنهم كانوا متوترين من أجل إقناع الجمهور بأن الحرب ستستأنف بعد وقف إطلاق النار.. وفي الوضع الحالي، ليس مؤكدا أن هذا سيحدث، بعد وقف إطلاق نار لأربعة أيام".

وأوضح أنه "في الغرف المغلقة لا يتحدثون عن 4 أيام للهدنة، وإنما عن 10 أيام على الأقل"، مضيفا: "نواجه منذ قرابة 50 يومانتائج الضعف في مجال التقديرات الدقيقة".

وتابع يهوشواع أنه "على الرغم من أقوال غالانت إن صورة الانتصار يجب أن تشمل تفكيك حماس، وإنهم ملزمون بمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، إلا أنه ليس الجميع في القيادة السياسية مقتنعين بأن هذا ما سيحدث، ومن الأفضل تنسيق التوقعات مقابل الجمهور إثر هذه الغاية الطموحة، وربما مبالغ بطموحها".

ومع الاعتراف بضعف التقدير عند السلطة السياسية الإسرائيلية أثناء العدوان، يتخوف ضباط الاحتلال، وفق يهوشواع، من أن الهدنة سوف تدفع الجنود إلى الرحيل عن ساحة القتال دون عودة، وهو ما يظهر نقطة ضعف للجيش الإسرائيلي.

ونقل المحلل العسكري عن ضابط كبير (لم يسمه) قوله، إنه "لن يسمح بمنح الجنود إجازة خلال وقف إطلاق النار، أو أن يعودوا إلى بيوتهم، لأن احتمال أن يعود جميعهم إلى مواقعهم منخفض". 

وتابع: "وقف إطلاق نار أطول مما ينبغي من شأنه أن يجعل الجنود الذين يخرجون من غزة يفضلون عدم العودة".

وذكر يهوشواع إن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، "يهزأ بنا مرة أخرى. وأشار إلى أن "تقييم المخاطر والتردد في إسرائيل تركز بالأساس حول مسألة وقف إطلاق النار، فيما لا يزال السنوار يعيش ضمن مفهوم الجولات القتالية، الذي بموجبه تكون الحرب الحالية أيضاً استمراراً لجولات قتالية خاضتها حركته مع إسرائيل في الماضي".

وبالنسبة للسنوار، فإنه حقق انتصارا هائلا في 7 أكتوبر، وهو "صلاح الدين الجديد، الذي هزم الصليبيين اليوم، ولا شيء سيغير ذلك بنظره".

وحذرت "يديعوت أحرنوت" من أن الخشية على حياة جنود جيش إسرائيل في غزة خلال الهدنة تكمن في بعض المقاومين غير التابعين لحركة "حماس".

وأشارت الصحيفة إلى أن خشية تدور في محافل إسرائيلية من أن الفترة التي ستفرح بها إسرائيل باستقبال الأسرى الـ50 لدى "حماس"، فإنه سيتم الندم عنها لاحقا في حال أعادت المقاومة ترتيب صفوفها، ووجهت ضربات قوية للجيش الإسرائيلي بعد انتهاء الهدنة.

 

جيش وحكومة واستخبارات

 

"أُسس دولة إسرائيل أصبحت موضع تساؤل: جيشها وأجهزة استخباراتها وحكومتها وقدرتها على السيطرة على ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في وسطها".

ذلك ما خلص إليه روجر كوهين، في تحليل بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية، موضحا أن "إسرائيل أصيبت بصدمة نفسية شديدة، إثر (الهجوم) الأكثر شمولا على الأراضي الإسرائيلية منذ عقود، والذي نفذته قوة من حركة حماس".

وقال يوفال شاني، أستاذ القانون الدولي في الجامعة العبرية بالقدس: "اهتز الإسرائيليون حتى النخاع.. يوجد غضب من حماس، ولكن أيضا من القيادة السياسية والعسكرية التي سمحت بحدوث ذلك".

شاني أردف: "كان من المتوقع من دولة بهذه القوة (إسرائيل) أن تمنع مثل هذه الأمور، ولكن بعد مرور 75 عاما على إنشاء إسرائيل، فشلت الحكومة في الاضطلاع بمسؤوليتها الرئيسية، وهي حماية حياة مواطنيها".

و"كما حدث مع اندلاع حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973 التي انتصرت فيها مصر وسوريا على إسرائيل)، اختلط (في إسرائيل) عدم التصديق بالغضب إزاء الفشل الاستخباري الهائل"، وفقا لكوهين.

وأوضح أنه "في 1973، كان الافتراض هو أن قوات سوريا ومصر استنفدت، بعد النصر الخاطف الذي حققته إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967".

ورأى أنه "من المؤكد أن حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين) نتنياهو اليمينية تبدو وكأنها تعيش في حفرة عميقة، وتواجه قرارات مؤلمة بشأن مدى شمول الانتقام الإسرائيلي في غزة، التي تسيطر عليها حماس".

كوهين قال إنه "لسنوات عديدة، تزايد الافتراض داخل إسرائيل بأن القضية الفلسطينية أصبحت بلا قضية، وأن سياسة المماطلة التكتيكية، مع تزايد حجم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (المحتلة)، من شأنها أن تضمن عدم قيام أي دولة فلسطينية".

واستدرك: "ولكن كل هذا لم يتمكن من إخفاء المشكلة الكبيرة، وهي الغضب الفلسطيني المتزايد إزاء الإذلال والتهميش الذي أدى بالفعل إلى تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية".

وشدد على أن إسرائيل "احتضنت سفك الدماء عبر إضفاء الطابع المؤسسي على التقدم المطرد للسيطرة على أكثر من 2.6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقبضة الإسرائيلية الخانقة على قطاع غزة المحاصر (إسرائيليا منذ عام 2006)، حيث يعيش نحو 2.1 مليون فلسطيني آخرين".

ديانا بوتو، وهي محامية فلسطينية تعيش في حيفا، قالت إنه "إذا كان هناك درس واحد مما يحدث، فهو ليس أن هذا كان فشلا أمنيا، بل كان فشلا من جانب العالم في معالجة الصراع.. كل يوم نستيقظ على العنف، ونمارس العنف ضد الفلسطينيين".

وأضافت أن الفلسطينيين داخل إسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948)، والذين يشكلون أكثر من 28 في المئة من السكان، اندهشوا مما حدث وشعروا بالقلق بشأن المستقبل، ولكن يوجد أيضا شعور بالفخر ممزوج بالانزعاج والقلق.

وقالت ريم يونس، سيدة أعمال فلسطينية تعمل في مجال التكنولوجيا الفائقة في مجال علم الأعصاب بمدينة الناصرة: "نحن ممزقون. ولا نعرف الآن ما يمكن توقعه ونشعر بالخوف".

وقبل سنوات، حذر مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) بين 1996 و1998، داني ياتوم، من أنه "إذا واصلنا حكم المناطق (الفلسطينية المحتلة)، فسيشكل ذلك خطرا وجوديا على إسرائيل".

لكن "نتنياهو لم يرغب قط في الاستماع إلى مثل هذه التحذيرات أو الدخول في محادثات جادة لإحلال السلام على أساس الدولتين"، كما ختم كوهين.

 

صدمة البنتاغون..

 

فشلت إسرائيل في مجال التكنولوجيا الأمنية الفائقة على الحدود أمام هجوم "طوفان الأقصى"، الذي شنته حركة "حماس" الفلسطينية في 7 أكتوبر، وهو ما يثير صدمة وقلقا في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" من إمكانية أن يحدث ذلك للولايات المتحدة، بحسب ديفيد فريدمان في تحقيق مطول بمجلة "نيوزويك" الأمريكية (Newsweek) نشرته يوم 20 نوفمبر 2023.

وذكر فريدمان إن "سلسلة الجدران والأسيجة، البالغ طولها 40 ميلا على حدود إسرائيل مع غزة "يعادل الميل 1609.34 مترا على اليابسة"، تعج بأجهزة الاستشعار والأسلحة الآلية، وهي مدعومة بشبكة استخبارات إلكترونية تراقب كل مكالمة هاتفية ورسالة نصية وبريد إلكتروني في القطاع".

وتابع: "كما يقف جيش كبير ومدرب تدريبا جيدا على أهبة الاستعداد بأحدث الأسلحة للرد بسرعة على التهديدات. وتم بناء هذه الدفاعات على التكنولوجيا نفسها التي يستخدمها الجيش الأمريكي للحفاظ ومراقبة مصالحه حول العالم، والتي تستخدمها جيوش (حلف شمال الأطلسي) الناتو لمراقبة الحدود مع روسيا والشرق الأوسط".

وخلص إلى أنه: لذلك، عندما اندفع الآلاف من مقاتلي حماس عبر الدفاعات الإسرائيلية في 7 أكتوبر، فإن ما كان يفترض أنه ميزة تكنولوجية هائلة، بدا فجأة معيبا إلى حد كبير".

وأردف: "لقد ترك الهجوم الإسرائيليين في حالة صدمة عميقة إزاء ضعف البلاد، وتردد صداها في قاعات البنتاغون والمؤسسات العسكرية في دول عديدة، إذ يشعر الخبراء العسكريون بالقلق بشأن ما يعتبره البعض اعتمادا مفرطا على الأمن عالي التقنية".

 

دروس هائلة

 

و"إذا كان الأمن الإسرائيلي عاجزا عن توفير الحماية ضد حركة ذات تكنولوجيا منخفضة مثل حماس، فما هو الدمار الذي يمكن أن تحدثه روسيا أو الصين أو أي خصم متقدم آخر؟.. الدروس التي يتعلمها البنتاغون هائلة، فالدول التي تتمتع بأعلى وسائل الدفاع التكنولوجية لن تفوز بالمعركة بالضرورة"، كما أضاف فريدمان.

وزاد بأنه "كان من المفترض أن تكون مجموعة الدفاعات الإسرائيلية المترامية الأطراف على حدود غزة قد ضمنت تحصين البلاد تقريبا ضد أي شيء، ولكن تدفق أكثر من 1500 من مقاتلي الحركة بحرية فوق الجدران والأسوار الحدودية الإسرائيلية وعبرها وتحتها".

وأضاف أن "إسرائيل لديها ما كان يفترض أن يكون أحد أنظمة الاستخبارات الرائدة في العالم، لكن يبدو أنهم تجمدوا في مكانهم من الصدمة.. لقد أنفقت تل أبيب أكثر من مليار دولار على حاجزها الحدودي عالي التقنية على طول غزة، والذي اكتمل في عام 2021". 

وأوضح أن "ما يسمى بالجدار الحديدي يتكون من جدران وسياج، وهو لا يرتفع حتى 20 قدما فوق سطح الأرض فحسب، بل أيضا يغوص في عمقها ليجعل من الصعب حفر الأنفاق تحته".

وذكر إنه "تم تزويد الحدود بمجموعة مذهلة من المعدات المتطورة، بينها مئات من كاميرات الرؤية الليلية، وأجهزة الاستشعار الزلزالية لالتقاط أصوات حفر الأنفاق من الأعماق، بالإضافة إلى أجهزة الاستشعار الحرارية للكشف عن حرارة الجسم أو السيارة، والرادار لاكتشاف تهديدات الطيران". 

كما "تقوم الروبوتات المتنقلة أحيانا بدوريات في محيط المكان. وغالبا ما تراقب المناطيد الصغيرة والطائرات بدون طيار كل قطاع غزة من الأعلى، كما يمكن إطلاق المدافع الرشاشة الآلية الموجودة أعلى الجدران من منشآت بعيدة أو تشغيلها بواسطة تنبيهات أجهزة الاستشعار لإطلاق النار من تلقاء نفسها، إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بالتصويب"، بحسب فريدمان.

وشدد على أن "فكرة أن آلاف المهاجمين سيكونون قادرين على استخدام المتفجرات والمعدات الثقيلة لاختراق هذه الدفاعات دون الحاجة إلى تنبيه كبير، كانت ستبدو سخيفة قبل بضعة أسابيع فقط".

وأوضح أنه "كان من المفترض أن ينبه هذا النظام الجيش فورا إلى عمليات توغل صغيرة، مما يمنع حتى مهاجما واحدا من اختراق الجدار بهدوء، كما كان ينبغي على كل جهاز استشعار على الجدار أن يطلق إنذارات إلى المواقع العسكرية الإسرائيلية".

 

البنتاغون يراقب

 

"منذ فترة طويلة، بدا الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا بمثابة إستراتيجية رابحة للولايات المتحدة، ففي حروب الخليج أعوام 1991-1992 و2003، ساهمت أنظمة الدفاع الجوي عالية التقنية والقاذفات الشبح في القوة الساحقة التي أصبحت شعارا للجيش الأمريكي"، كما تابع فريدمان.

واستدرك: "لكن عقدان من القتال في أفغانستان (2001-2021) أثبتا أن الأسلحة ومعدات التجسس الأكثر تقدما يمكن إحباطها من جانب خصم منخفض التقنية يرغب في التخفي، والعيش في الكهوف الجبلية، وتجنب الاتصالات الإلكترونية، والتضحية بحياته للوصول إلى العدو".

فريدمان كتب إن "البنتاغون يراقب ما يحدث في إسرائيل، وعليه أن يجعلهم (المسؤولين الأمريكيين) يفكرون في نقاط ضعفنا، فما حدث في إسرائيل هو نسخة مما قد نواجهه في أي وقت".

وزاد بأنه "مع وجود روسيا (تشن حربا) في أوكرانيا (منذ فبراير 2022)، وتهديد الصين لتايوان، واتجاه إيران نحو القدرة النووية، وتهديد كوريا الشمالية، فإننا نواجه أكثر البيئات الأمنية صعوبة التي رأيناها".

وأوضح أن "أحد أسباب قلق الولايات المتحدة وحلفائها هو أن واشنطن تعتمد على تقنيات مماثلة، وفي كثير من الحالات، نفس التكنولوجيا الفائقة، إذ تم تطوير نظام الجدار الحديدي الدفاعي على حدود غزة، والقبة الحديدية للدفاع الصاروخي، وغيرها من تقنيات الدفاع الإسرائيلية، بالاشتراك مع الولايات المتحدة بموجب اتفاقيات تعود إلى إدارة (الرئيس الأمريكي الأسبق باراك) أوباما (2009-2017)".

و"واليوم، يتم نشر العديد من هذه التقنيات أو الأنظمة المشابهة لها، على حدود الولايات المتحدة، كما قدمت إسرائيل العديد من الطائرات بدون طيار التي تعتمد عليها الولايات المتحدة لاكتشاف المعابر الحدودية غير القانونية والتهديدات الأخرى على الحدود الجنوبية، وهي الطائرات بدون طيار نفسها التي تستخدمها إسرائيل على حدودها، لكن الجيش الأمريكي يستخدمها لحماية القواعد العسكرية والسفن البحرية"، كما زاد فريدمان.

واستطرد: "وتحديدا، نشرت الولايات المتحدة حوالي 100 من محطات أسلحة "شمشون" التي يتم التحكم فيها عن بعد في إسرائيل، وهي نفس المحطات المنتشرة على حدود إسرائيل في غزة. كما اشترى الجيش الأمريكي طائرات استطلاع بدون طيار من طراز Skylark إسرائيلية الصنع فائقة القدرة".

وأفاد بأن "هذا مجرد عدد قليل من العديد من أنظمة الدفاع عالية التقنية التي طورتها إسرائيل بمفردها، أو بالاشتراك مع الولايات المتحدة، والتي ينشرها الجيش الأمريكي لحماية المدن والقواعد العسكرية في جميع أنحاء العالم".

وتابع أن "صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية تصنع إلى حد كبير في الولايات المتحدة، ولدى قوات مشاة البحرية الأمريكية 2000 منها تحت الطلب. كما تمتلك واشنطن اثنتين من منصة إطلاق القبة الحديدية إسرائيلية الصنع، وكلاهما سيتم شحنهما قريبا إلى إسرائيل لتعزيز دفاعاتها بعد 7 أكتوبر. وكذلك تمتلك واشنطن وإسرائيل نظام "مقلاع داود" المضاد للصواريخ عالي التقنية".

واستطرد: "وكما هو الحال مع دبابات ميركافا الإسرائيلية، تتمتع دبابة إم1 أبرامز الأمريكية وغيرها من المركبات المدرعة بحماية العديد من الأنظمة عالية التقنية، وبعضها مشترك مع إسرائيل".

و"إذا تمكنت مجموعة ضعيفة الموارد، مثل حماس، من تفجير دفاعات إسرائيل التكنولوجية التي تحظى بتقدير كبير، فتخيل ما قد يتمكن هؤلاء الخصوم المحتملون الأكثر تقدما من فعله لتحدي التفوق التكنولوجي الدفاعي الأمريكي"، وفقا لفريدمان.

وأضاف أن "هذه الدول ووكلاؤها يكتسبون المزيد والمزيد من القدرات، ويصلون إلى قدرات تكنولوجية مثيرة للإعجاب بشكل لا يصدق، وفي كل مرة نضع فيها حلا تكنولوجيا لردع العدو، يأتون بطريقة جديدة للتغلب علينا، حتى أصبح الخصوم جيدين في تعطيل التقنيات المتطورة والمكلفة باستخدام تقنيات بسيطة وبدائية".

 

شبكات قادرة على الحياة

 

حرب إسرائيل وحلفائها ضد حماس لا يقتصر على الجانب العسكري بل يشمل ميادين أخرى منها المالي. جاء في تقرير نشر في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 21 نوفمبر 2023:

بينما تواصل إسرائيل التأكيد على هدفها المعلن في غزة بالقضاء على حركة حماس بشكل نهائي، يشير تحليل لمجلة "الإيكونوميست" إلى أن تحقيق ذلك "إلى الأبد" لا يقتصر على العمليات العسكرية على الأرض فحسب، بل يتطلب "تفكيك القاعدة المالية للحركة"، وهي التي تشكل ركيزة لنشاطها في داخل القطاع وخارجه.

لدى حماس ثلاثة مصادر للقوة، وفق المجلة الأمريكية: قوتها المادية داخل غزة، ومدى وصول أفكارها ودخلها، وتوضح أن "الإمبراطورية المالية لحماس المجهزة بغاسلي الأموال وشركات التعدين وأشياء كثيرة أخرى تدر أكثر من مليار دولار سنويا".

وبعد أن تم رسم وصياغة هذه الإمبراطورية "بشق الأنفس" لتجنب العقوبات الغربية قد يكون الأمر بعيد المنال بالنسبة لإسرائيل وحلفائها، ووجدت "الإيكونوميست" أن "تزايد ثراء حماس على الرغم من الحرب سيكون بمثابة كارثة لإسرائيل".

وتركز إسرائيل منذ أكثر من شهر في قطاع غزة على قدرة حماس العسكرية وحجم الضرر الذي استهدف نشاطها في أعقاب الحرب، دون أن تعلن عن أي إستراتيجية تفكيك تتعلق بأصول وشبكات الحركة المالية، والتي لطالما سلطت تقارير غربية الضوء عليها.

ويشير تحليل المجلة إلى أن "إمبراطورية حماس" تتركز قواعدها في البلدان الصديقة بالخارج، وأنها "تغطي دخل الحركة من كل شيء وجانب، بدءا من رواتب المعلمين ووصولا إلى الصواريخ".

"تبدو حماس محصنة بالرصاص ماليا"، كما تقول المجلة الأمريكية، وحتى الآن لم تلحق إسرائيل ضررا يذكر بدخلها أو مدخراتها.

 

كيف تحصل على الموارد؟

 

كانت الحركة تحصل على نحو 360 مليون دولار سنويا من ضرائب الاستيراد على البضائع التي يتم جلبها إلى غزة من الضفة الغربية أو مصر، لكن هذا المسار كان الأسهل على إسرائيل عندما كانت تريد مراقبته أو خنقه. 

وبعد انسحابها من القطاع في عام 2005، فرضت إسرائيل قيودا صارمة على حركة البضائع والأشخاص عبر الحدود.

ومع ذلك، يأتي مصدر دخل أكبر بكثير من الخارج، كما تشير "الإيكونوميست"، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنه يصل إلى حوالي 750 مليون دولار سنويا، مما يجعله المصدر الرئيسي لتمويل مخزون حماس الحالي من الأسلحة والوقود.

البعض من المخزون يأتي من حكومات صديقة، وأكبرها إيران، وتعتقد واشنطن أن طهران تقدم 100 مليون دولار للجماعات الإسلامية الفلسطينية، على شكل مساعدات عسكرية بشكل رئيسي. 

وتتلخص مهمة ممولي حماس في نقل هذه الأموال من دون الوقوع فريسة للعقوبات الأمريكية، ولاسيما أن الشهر اكتوبر 2023 وحده شهد فرض ثلاث جولات من القيود على أشخاص وشركات، بسبب ضلوعها في عمليات التمويل.

ويتطلب التهرب من العقوبات الأمريكية "بعض البراعة"، وهو ما تقوم به الحركة عن طريق الشبكة المالية التي لا تتركز في دولة دون غيرها، بل تمتد لعدة دول في الشرق الأوسط، وتختلف أساليب الحصول على الموارد فيها أيضا. 

توصلت "الإيكونوميست" إلى أن الدولارات تتدفق إلى حماس من خلال أسواق العملات المشفرة، ومن خلال جمعيات خيرية وشركات واستثمارات قسم منها في تركيا وآخر في إيران، وفي دول الخليج العربي أيضا.

وجاء في تقريرها أن النظام المصرفي التركي يساعد الحركة على تفادي العقوبات الأمريكية من خلال إجراء معاملات معقدة في جميع أنحاء العالم، وهو الأمر الذي نفته أنقرة في أوقات سابقة.

ومع ذلك اتهمت إسرائيل وأمريكا العديد من أكبر البنوك التركية، بما في ذلك البنك "كويت تورك" بتخزين أموال حماس عن عمد، وفي عام 2021، وضعت فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية وهي هيئة رقابية تابعة لمجموعة السبع تركيا على "القائمة الرمادية" للدول التي لا تفعل الكثير لتجميد أصول الإرهابيين.

 

الأنفاق عبر الحدود 

 

وتوضح غاليا ليندنشتراوس وهي باحثة في معهد "دراسات الأمن القومي" بجامعة تل أبيب أنه بالإضافة إلى "الضرائب" في قطاع غزة والتمويل الذي تحصل عليه حماس من إيران "هناك مخططات مستمرة لغسل الأموال".

وعندما يكون هناك أيضا تحويل مادي للأموال (إما نقدا أو عن طريق المنتجات المدفوعة مسبقا) فيتم ذلك عدة مرات عبر لبنان وتركيا، كما تقول ليندنشتراوس لموقع "الحرة".

ورغم أن التهريب عبر الأنفاق انخفض من مصر منذ عام 2013 لم يتم القضاء على ذلك بشكل كامل، بل هناك اتهامات إسرائيلية للقاهرة بمواصلة مد حماس بالسلاح بعد أن تأكدت أن الحركة لم تعد تدعم حركة التمرد في سيناء.

وتضيف الباحثة أن إسرائيل تعرف وتعي حجم الإمبراطورية المالية لحماس، ولذلك "هي جزء من الصراع العالمي في غسيل الأموال، وفي المقابل تحاول حرمان نجاح الحركة من عمليات التهريب المختلفة".

من جهته يوضح كبير الخبراء في "المجلس الأطلسي"، ريتش أوتزن، أنه "كلما تمكنت إسرائيل وحلفاؤها من تعطيل الشبكات المالية لحماس قلت القدرة على التجديد.. ومع ذلك لن تتعطل بشكل كامل أو دائم".

ويقول أوتزن لموقع "الحرة": "سيكون القضاء على الموارد المالية أصعب من القضاء على الموارد العسكرية على الأرض. شبكات حماس المالية ليست مقاومة للرصاص، ولكنها قابلة للحياة".

"طالما أن هناك شبابا على استعداد للقتال بالإضافة إلى الموارد المالية ودعم الدول الأجنبية فإن حماس سوف تتمكن من تجديد قدرتها القتالية، لكن لا يعرف بالضبط كم سيستغرق الأمر من الوقت.

 

محفظة استثمارية

 

ويقدر مسؤولون أمريكيون وفق تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست"، أن حماس تمتلك محفظة استثمارية ضخمة "قيمتها أكثر من 500 مليون دولار، وربما تصل إلى مليار دولار، مع أصول في السودان وتركيا والمملكة العربية السعودية والجزائر والإمارات العربية المتحدة، من بين دول أخرى".

بالإضافة إلى ذلك، تتلقى ما يصل إلى 450 مليون دولار سنويا من رسوم التهريب في السوق السوداء، كما قال دانيال روث مدير في منظمة "متحدون ضد إيران النووية".

وتشير إلى هذه الأرقام "الإيكونوميست"، وتوضح من جانب آخر أن شركات البناء تحتل مكانة كبيرة في محفظة حماس، وأنها "تبتلع بهدوء مبالغ ضخمة من النقد، وتحصل بانتظام على قروض كبيرة". 

وأشار تقرير المجلة إلى اسم شركة "تريند جيو"، وهي شركة مدرجة في إسطنبول، وفرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات بسبب تحويلها أموالا إلى حماس، بينما كانت قد فازت بعقد رسمي لبناء جامعة إسطنبول التجارية.

لكن "تريند جيو" كانت قد ردت على العقوبات، وقالت إنها لا تقدم دعما ماليا لأي منظمة، وإنها "تأسست برأس مال أجنبي، وتهدف للربح وتخضع لمراجعة منتظمة من مجلس أسواق رأس المال التركي الذي يعمل وفقا لمبدأ الشفافية".

يفضل سياسيو حماس، الدوحة، عاصمة قطر، وتتوزع شركات الحركة من الجزائر والسودان إلى الإمارات العربية المتحدة، فيما تقول "الإيكونوميست" إن "مموليها يعيشون في إسطنبول"، ومن بينهم زاهر جبارين، الذي تتهمة إسرائيل بإدارة الشؤون المالية للحركة، وهو ما ينفيه.

وتعتبر تعتبر الجماعات الموصوفة غربيا بالإرهابية ذات الوجود الدولي والرعاة الأجانب أهدافا صعبة للغاية من الناحية المالية، كما يقول كبير الخبراء في "المجلس الأطلسي"، أوتزن. 

ويوضح حديثه بأنهم (الجماعات، الأفراد) "قادرون على استخدام الشركات الوهمية والشبكات غير الرسمية واقتصاديات الدولة شبه المغلقة للتهرب من العقوبات والمصادرات".

وفي ضوء علاقات حماس الوثيقة مع إيران، يتابع الباحث الأمريكي أن "إيران ربما تكون صاحبة النهج الأطول والأكثر تطورا في تحمل العقوبات ومقاومتها".

 

عمر نجيب

[email protected]