الشرق الأوسط الجديد ما بعد 7 أكتوبر 2023... من شرق المتوسط وجنوب البحر الأحمر ترسم خطوط توازن عالمية

أربعاء, 2023-11-22 07:54

منذ أن شنت حركة حماس وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى هجوم 7 أكتوبر 2023 وإعلان تل أبيب حالة الحرب، طرح الكثيرون سؤالا حول ماذا بعد حماس في غزة ؟. كل الذين طرحوا هذا التساؤل كان منطقهم يقنعهم أن حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة إلى زوال وذلك حتى قبل أن تتضح معطيات المواجهة العسكرية، وذلك استنادا إلى رجوح ميزان القوى لصالح تل أبيب وحلفاءها الغربيين. هذا التفكير والتقدير المتسرع يذكر بسوابق في عالمنا المعاصر. السوابق التاريخية تفرض سؤالا مختلفا هو ما مستقبل إسرائيل بعد 7 أكتوبر. 

في 19 ديسمبر عام 1946 قصفت القوات الفرنسية العاصمة الفيتنامية هانوي، ردا على انتفاضة قام بها الشعب هناك ضد القوات الاستعمارية وأعادت احتلالها وشرعت باريس في الإعداد لما بعد ما سمته هزيمة قوات اتحاد استقلال فيتنام أو "فيتمين" وزعيمه هوتشي مين. وبعد ذلك بنحو 8 سنوات وفي ظل حرب ضروس، وتحديدا في السابع من مايو عام 1954 وبعد حصار استمر 56 يوما سقط معسكر ديان بيان فو بأيدي القوات الفيتنامية. وفي 21 من يوليو عام 1945 أنهت اتفاقيات جنيف حرب الهند الصينية الأولى والوجود الاستعماري الفرنسي في آسيا.

ونصت الاتفاقيات على تقسيم فيتنام إلى جمهورية فيتنام الديمقراطية في الشمال تحت التأثير الشيوعي، وجمهورية فيتنام في الجنوب على أن تجري فيها انتخابات يقرر فيها سكانها الوحدة مع الشمال أو الانفصال، لكن الاتفاقيات حول الانتخابات لم تطبق أبدا، وجاءت واشنطن لتتدخل عسكريا، واستأنفت الحرب.

تدخلت الولايات المتحدة عسكريا ابتداء من 1 نوفمبر 1955 بشكل تدريجي حتى تجاوز تعداد جيشها في المواجهة 550 ألف جندي مدعومين بقوات حليفة. خسر الفيتناميون أكثر من 2.5 مليون قتيل غالبيتهم من المدنيين حتى سقوط سايغون في 30 أبريل 1975 وتوحيد شطري الفيتنام وهزيمة واشنطن.

بدأ التدخل الأمريكي في أفغانستان في 7 أكتوبر2001 لإسقاط حكومة طالبان، كجزء مما وصف بعمليات ضد الإرهاب، وبعد احتلال القوات الأمريكية للعاصمة كابل طرح السؤال من يحل مكان طالبان.

أنفقت واشنطن أكثر من 2 تريليون دولار على عملياتها العسكرية في أفغانستان طوال 20 عاما، فيما صنعت حكومة موالية لها وقالت أنها قدمت أكثر من 145 مليار دولار لتنفيذ برامج إعادة الاعمار فيها وإحلال الديمقراطية.

وبالإضافة إلى تكلفة الحرب في أفغانستان والعراق، والتي مولتها الولايات المتحدة بالاقتراض، من المتوقع أن تصل فائدة الاقتراض إلى 6.5 تريليون دولار بحلول عام 2050.

بلغ عدد الدول التي شاركت في حرب أفغانستان، بما في ذلك الناتو، 51 دولة.

وأنفقت بريطانيا وألمانيا، اللتان تمتلكان ثاني أكبر عدد منالقوات في أفغانستان بعد الولايات المتحدة، ما يقدر بـ30 مليار دولار و19 مليار دولار على التوالي خلال الحرب.

وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" ذكرت في بيان صادر في 19 أغسطس 2021، أن الولايات المتحدة نشرت منذ أكتوبر 2001، أكثر من 800 ألف جندي في أفغانستان. وقد ارتفع هذا العدد إلى 850 ألفًا عام 2009، فيما وصل إلى 900 ألف في 2010. وفي ظل هذه الفترة، لقي ألفان و352 جنديا أمريكيا مصرعهم، بينما أصيب أكثر من 20 ألفًا آخرين بجروح متفرقة.

في مواجهة حرب مقاومة مستمرة سحبت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، المصادف 31 أغسطس2021، آخر قواتها من أفغانستان واستعادت طالبان السلطة مكذبة عمليا ما ردده الأمريكان والناتو عن نهايتها.

 

حرب طويلة

 

يعترف غالبية العسكريين والمحللين في الغرب أنه وبعد 44 يوما من الحرب ضد غزة وتجنيد 360 الف من قوات الاحتياط لم يحقق الجيش الإسرائيلي أيا من الأهداف العسكرية ضد حماس وفصائل المقاومة وحتى وزير الدفاع الإسرائيلي أقر بأنه تم فقط حتى الآن تصفية 250 من مقاتلي المقاومة، في حين أن التقديرات الغربية تقدر تعداد قوات حماس فقط بما يتراوح بين 50 و60 ألف فرد. 

تصريحات ساسة وقادة إسرائيل العسكريين عن قدرتهم على الصمود في حرب طويلة كما قال يوم 4 أكتوبر 2023 وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الجيش سيبقى في غزة لحين حسم المعركة حتى لو استغرق الأمر عاما، منافي للواقع فقدرة تل أبيب العسكرية الموصوفة بالمتفوقة مبنية على الصدمة السريعة والمباغتة، وعندما تضيع هذه الميزة يصبح الجيش الإسرائيلي في أضعف حالاته ويدخل الاقتصاد مرحلة الأزمة التي يتلوها الانهيار الكامل رغم أن الدعم المالي الأمريكي والغربي قد يؤخر الاحتضار لبعض الوقت.

معركة طوفان الأقصى كشفت هشاشة القدرات العسكرية الإسرائيلية فرغم حشد مجموع القدرات العسكرية والاقتصادية لنظام تل أبيب واستقدام مئات المرتزقة بأجر أسبوعي قدره 3800 يورو، اضطر الغرب لإستنفار قوته الصناعية والعسكرية والاقتصادية لدعم تل أبيب، وفي مواجهة حماس ونصيرها حزب الله اللبناني حشدت واشنطن اسطولها السادس في المتوسط وعززته بحاملتي طائرات وحتى غواصة نووية إضافية والاف الجنود وعشرات الطائرات وخفضت الدعم لأوكرانيا وانضمت لها في دعم تل أبيب دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع.

في معركة غزة اكتشف العالم محاولات حكومة نتنياهو للتضليل بشأن مسار المواجهة.

فيوم 19 نوفمبر 2023 كشف مدير مقبرة "جبل هيرتسيل العسكرية" عن الأعداد الكبيرة التي تم دفنها من جنود الجيش الإسرائيلي جراء المعارك التي يخوضها في قطاع غزة حيث تم دفن 50 جنديا خلال 48 ساعة.

وصرح دافيد اورن باروخ مدير مقبرة جبل هرتسل العسكرية: "نحن نمر الآن بفترة كل ساعة هناك جنازة، كل ساعة ونصف جنازة.. طلب مني فتح عدد كبير من القبور.. فقط في مقبرة جبل هرتسل دفنا 50 جنديا خلال 48 ساعة".

يتفق خبراء عسكريون ومحللون على أن الخسائر البشرية والاقتصادية التي تتكبدها إسرائيل بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة ستؤدي إلى إحداث تصدعات في المجتمع الإسرائيلي، وإلى ضغوط قد تجبر القادة السياسيين والعسكريين على إيقاف هذه الحرب.

وبحسب الخبير بالشأن الإسرائيلي، الدكتور مهند مصطفى، فإن تراكم خسائر الإسرائيليين ستؤدي بشكل تدريجي إلى تصدع الإجماع الموجود حاليا حول الحرب على غزة، وهناك نقاشات داخلية تجري عن جدوى إطالة أمد الحرب في ظل الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين وفي ظل التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب.

وأضاف إنه من خلال تجربة الحروب التي خاضتها إسرائيل في السابق، فإنه في مرحلة معينة يبدأ السؤال حول جدوى الاستمرار في الحرب مقابل الخسائر.

وكشف عن معطيات رسمية من وزارة المالية الإسرائيلية تفيد بأن توقعات تكلفة الحرب الحالية في قطاع غزة ستكون 200 مليار شيكل (حوالي 55 مليار دولار) بينما كلفة حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2014 لم تكلف كل واحدة منها أكثر من 10 مليارات شيكل.

وزيادة على التكلفة المباشرة للحرب التي لن تستطيع الموازنةالإسرائيلية تحملها، هناك تكاليف غير مباشرة على قطاع السياحة والصناعة، وقال الخبير إن جنود الاحتياط هم موظفون وعاملون في الاقتصاد، وبعد أن تم تجميعهم حدث شلل في السوق الإسرائيلية.

وأشار أيضا إلى أن حوالي 250 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من سكناهم والحكومة تقوم بإيوائهم والإنفاق عليهم، مبرزا أن التكلفة المباشرة وغير المباشرة للحرب على غزة تشكل عبئا على المجتمع الإسرائيلي وعلى الاقتصاد الذي يحمل آلة الحرب الإسرائيلية.

وتشير الأرقام إلى أن العجز في ميزانية إسرائيل قفز خلال أكتوبر، بنحو 400 في المئة على أساس شهري، على خلفية زيادة نفقات الحرب على غزة.

وأكدت وزارة المالية الإسرائيلية، في بيان لها، أن العجز المالي بلغ شهر اكتوبر نحو 6 مليارات دولار صعودا من 1.2 مليار دولار في سبتمبر، وأرجعت ذلك إلى ارتفاع نفقات تمويل الحرب على قطاع غزة.

في السياق نفسه، نوه الكاتب والباحث، معين الطاهر إلى أن النقاشات في الصحف الغربية تشير إلى عدم قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من الحرب، ولا بد أن تتوقف الحرب، مشيرا إلى أن هدف الإسرائيليين حاليا هو التدمير والقتل لأن معركتهم يقودها جنرالات متعطشون لإعادة هيبتهم التي فقدوها في 7 أكتوبر.

وأضاف إن الخسائر التي تتكبدها إسرائيل كبيرة جدا على الصعيدين الاقتصادي والبشري، وعلى المستوى العسكري فإن أغلب قتلاها هم من قوات النخبة الذين تم تدريبهم لأعوام وسنوات ويدفع بهم إلى الواجهة من أجل تحقيق إنجازات.

كما لم يستبعد الكاتب والباحث من أن مسارات المعركة في حال هزيمة الجيش الإسرائيلي ستؤثر على المجتمع الإسرائيلي الذي هو مجتمع عسكري بالكامل، وربما ستكون هناك هجرة مضادة.

إسرائيل ورغم المخاوف الأمريكية ابلغت واشنطن ولندن وموسكو أنها ستلجأ إلى السلاح النووي إذا شعرت أن وجودها مهدد واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن فتح حزب الله اللبناني بالتعاون مع إيران وسوريا جبهة كاملة ضد تل أبيب سيعتبر تهديدا وجوديا وسيكون استخدام السلاح النووي أمرا لا مفر منه رغم أن ذلك سيقود على الأرجح إلى حرب عالمية ثالثة والفناء التام لإسرائيل.

 

مهمة مستحيلة

 

نظرا للأنماط التاريخية للصراع بين الجيش الإسرائيلي وجماعات فاعلة غير حكومية، مثل جماعة "حزب الله" اللبنانية وحركة "حماس" الفلسطينية خلال السنوات الأربعين الماضية، يمكن التنبؤ بأن تحقيق تل أبيب نصر استراتيجي على "حماس" في الحرب الراهنة هو "مهمة مستحيلة".

تلك القراءة طرحها أمير هادزيكادونيتش، في تحليل بموقع "فير أوبزرفر" الأمريكي (Fair Observer)، على ضوء حرب متواصلة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر2023.

وأضاف هادزيكادونيتش أن "فرص إسرائيل في الفوز بالحرب ضد حماس ضئيلة. وقد وضع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو نفسه في الزاوية بشعار "تدمير حماس" كهدف".

ورأى أن "وضع نتنياهو يشبه تماما رئيسي الوزراء السابقين مناحم بيغن وإيهود أولمرت حين وضعا نفسيهما في الزاوية بشعار "تدمير منظمة التحرير الفلسطينية" أو "تدمير حزب الله"، فكلاهما ربح معاركهما، لكنهما خسرا حروبهما وانسحبا من القتال دون أن يحققا أهدافهما المعلنة".

هادزيكادونيتش قال إنه "إذا كان نتنياهو يهدف إلى "تدمير حماس"، فسيتعين عليه أن يشن حرب مدن طويلة ودموية، على غرار ما واجهه بيغن. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل إسرائيل مستعدة لحرب طويلة الأمد على جبهات متعددة ضد الجماعات ذات الدوافع القوية الراسخة منذ ما يناهز سبعة عقود من الزمن؟".

واستطرد: "وهل سيتسامح الشعب الإسرائيلي مع وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش؟ وحتى لو نجح الجيش في إعاقة حماس في غزة، كما فعل مع منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عامي 1982 و1983، فإن مجرد تدمير البنية التحتية لن يقضي على أيديولوجيتها".

وشدد على أن "حماس فكرة، وستستمر بين الفلسطينيين ما دام لا يوجد خيار سلام حقيقي يمكنهم أن يعلقوا عليه آمالهم، كما أنه من غير المرجح أن تتمكن تل أبيب من إخضاع مليوني فلسطيني في قطاع غزة المحتل".

وأضاف أن "الأرجح، بالنظر إلى التاريخ، أننا سنشهد انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، مخلفا وراءه دمارا، على غرار الانسحاب القسري من لبنان في 2000. وستعلن حماس النصر لأنها، أو على الأقل أيديولوجيتها، لم يتم تدميرها بالكامل".

 

تأثير عكسي

 

رغم قول نتنياهو إنه "سيغير الشرق الأوسط" ويؤسس لنظام إقليمي يتماشى مع مصالح إسرائيل، إلا أن تصرفاته بعد 7 أكتوبر 2023 كان لها تأثير عكسي، كما أضاف هادزيكادونيتش. 

وتابع: "شهدت المنطقة تغيرات جذرية، إذ اندلعت الاحتجاجات في العواصم العربية الكبرى، مما أدى إلى تعليق محادثات التطبيع بين إسرائيل والسعودية. واستطرد: "كما توترت علاقات إسرائيل مع تركيا، واستهدف وكلاء إيران إسرائيل، فضلا عن الأصول العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، بالصواريخ والطائرات بدون طيار".

ولليوم الـ 44 يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، خلّفت 13 ألف شهيد فلسطيني، بينهم 5.5 آلاف طفل و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 في المئة منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

فيما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

و"على المستوى الدولي، يضيق حيز المناورة المتاح لإسرائيل، مع رفض الرأي العام بشكل متزايد تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته، إذ يتردد صدى الأصوات الداعمة للفلسطينيين من لندن مروا بمدريد إلى واشنطن"، كما تابع هادزيكادونيتش.

وأردف: "والولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، التي كانت ذات يوم القوة الأساسية في الشرق الأوسط، لم تعد السلطة الوحيدة أو الرئيسية. نحن نعيش في عالم متعدد الأقطاب".

وأضاف أن "الدول ذات الأغلبية المسلمة في الشرق الأوسط وخارجه تظهِر قدرا أعظم من الاستقلال والرغبة في إقامة شراكات إستراتيجية مع قوى عالمية مختلفة، بينها مجموعة البريكس البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومنظمة شنغهاي للتعاون".

واعتبر أن "انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 2011 وأفغانستان في 2021 هو بمثابة تذكير مؤثر بالواقع الإقليمي المتطور".

 

مخطط انهار في ساعات 

 

هادزيكادونيتش ذكر إنه "بالإضافة إلى قتل حل الدولتين فلسطينية بجوار إسرائيلية، تضمنت خطة نتنياهو تطبيع العلاقات مع جميع الدول العربية، ومعاملة الفلسطينيين باعتبارهم مصدر قلق أمني يجب إدارته إلى أجل غير مسمى".

واستدرك: "لكن كل ما بناه نتنياهو لعقود من الزمن انهار في ساعات، والقبر السياسي الذي حفره لحل الدولتين قد يصبح قبره الآن، وكما فعل بيغن قبل أربعة عقود من الزمن، فقد يتقاعد نتنياهو ووزراؤه الذين لا يتمتعون بالشعبية من السياسة".

وأضاف أن "الصراع والدمار الراهنين في غزة قد يزرعان بذور نظام جديد يتحدى البنية القائمة لاحتلال فلسطين، والذي بدوره يحتوي على بذور المزيد من الحروب التي لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر فيها ولا تستطيع إنهائها".

و"حل الدولتين هو الشيء الوحيد الذي يمكنه إصلاح هذا النظام، فإنهاء ما أسماه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "56 عاما من الاحتلال الخانق"، هو الخيار المعقول الوحيد لأي حكومة إسرائيلية مستقبلية، وهو النصر الوحيد الذي يمكن لإسرائيل أن تحققه".

 

انهيار إمبراطورية 

 

جاء في تقرير للكاتب أريس روسينوس نشره موقع "UNHERD" البريطاني يوم 10 نوفمبر 2023:

قبل أقل من شهر، سئل الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الكاميرا عما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط في وقت واحد، فأجاب: "نحن الولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دولة في تاريخ العالم".

وبعد بضعة أسابيع، وفي مواجهة ضغوط داخلية لإصدار أمر لـ"إسرائيل" بوقف حملة القصف الدموية ضد غزة، أعلن مسؤولو إدارة بايدن بدلا من ذلك عن عجزهم التام عن التأثير في حليفتهم.

وعلى نحو مماثل، اصطدمت تصريحات بايدن المبكرة بأن واشنطن ستدعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" بجدار من الخلل الوظيفي السياسي الأمريكي، إذ يتبين أن ذلك يعني، في الممارسة العملية، أقل من عامين بقليل.

تكشف الحروب ذات الأسباب المختلفة، في كل من غزة وأوكرانيا، حدود قوة الإمبراطورية الأمريكية. وما كان لروسيا أو حركة حماس أن تطلق أيا منهما، وربما إيران خلفها، لولا الثقة في أنّ قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن العالم الذي خلقته على صورتها قد ضعفت بشكل جذري.

قبل الدخول البري إلى غزة، تحولت الحرب ضد حماس إلى كارثة دبلوماسية بالنسبة لكل من "إسرائيل" والولايات المتحدة، وذلك مع ربط بايدن بقاءه السياسي وسمعة أمريكا العالمية بحكومة إسرائيلية لا تحظى بشعبية كبيرة في "إسرائيل" نفسها. ويبدو أن رئيس الحكومة، نتنياهو، ليس لديه استراتيجية غير البقاء في السلطة وخارج السجن لأطول فترة ممكنة، مهما كانت العواقب على بلاده أو المنطقة ككل.

إنّ سعي واشنطن لتحقيق هدفها في إعادة ترتيب الشرق الأوسط نحو توازن سلمي لصالح "إسرائيل"، ومتحد ضد إيران، أصبح الآن في حالة يرثى لها. فالدول العربية، التي تعرضت لفترة طويلة لضغوط لدفعها نحو الوقوف إلى جانب الغرب في أوكرانيا، تستطيع أن تشير بحق إلى نفاق أمريكا عندما تلقي محاضرات عن حقوق الإنسان والحاجة إلى حماية المدنيين. وفي غزة دفنت الحجة الأخلاقية المتضائلة لصالح الهيمنة الإمبريالية الأمريكية تحت الأنقاض أخيرا.

 

وهم الدعم إلى الأبد

 

في الداخل الأمريكي، تنقسم قاعدة ناخبي بايدن بشدة، ما يشكل الآن، في حد ذاته، التهديد الاستراتيجي الأعظم لـ"إسرائيل"، الأمر الذي يخلق ديناميكية أكثر خطورة بكثير من حماس أو ترسانة صواريخ حزب الله. السبب الجذري لهذا الوضع هو الغطرسة الإسرائيلية الناجمة عن عقود من الدعم الأمريكي الذي يبدو أنه "بلا حدود". ومع ثقة "إسرائيل" في أن الدعم الأمريكي سيكون للأبد، وثقة واشنطن في أن قوتها قادرة دائماعلى حماية "إسرائيل" من التهديدات الخارجية، وجد الطرفان نفسيهما حبيسين في طوق مختل.  

قريباً، وفقا لمسؤولين أمريكيين، ستجبر الضغوط الدولية والمحلية بايدن على الإصرار على وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن أي وقف إسرائيلي للأعمال العدائية قبل "التدمير الكامل لحماس" سوف ينظر إليه في مختلف أنحاء العالم باعتباره انتصاراً لحماس، وهزيمة لكل من "إسرائيل" والولايات المتحدة.

وبينما تحظى غزة باهتمام العالم، فإن القيادة الأوكرانية تناضل من أجل مواصلة التركيز على صراعها الوجودي. ولكن حرب أوكرانيا، بطريقتها الخاصة، تشكل مثالا مأساويا آخر للفجوة المتسعة بين التزامات أمريكا الإمبريالية وقدراتها المتضائلة. وبينما يسرب المسؤولون الأمريكيون أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي سيضطر قريبا إلى مواجهة الواقع والجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإن مصادر قريبة من زيلينسكي تنتقده بعبارات دراماتيكية.

سيكون للأوكرانيين كل الحق في الاعتقاد بأن الوعود الكاذبة الأولية التي قدمها بايدن بالدعم الأمريكي غير المحدود كانت، في النهاية، أسوأ بالنسبة للبلاد، من الدعم المحدد بوضوح ولكن المستدام في بداية الحرب.

في كلتا الحالتين، أدت الفجوة بين التصريحات العامة لإدارة بايدن بالدعم غير المحدود وتحفظاتها الخاصة إلى دفع حلفاءها إلى مواقف محفوفة بالمخاطر. لقد اعتاد القادة الأمريكيون على الزعم بأن بلادهم ليست مجرد دولة، بل هي فكرة، ولكن هذه الفكرة أصبحت منفصلة على نحو متزايد عن الواقع الموضوعي.

لقد جعلت الاضطرابات السياسية الأمريكية حتى التخطيط الاستراتيجي في الأمد المتوسط أمرا مستحيلا. وينبغي للحلفاء الذين يعتمد دفاعهم على الدعم الأمريكي أن يراقبوا هذا الاتجاه المتفاقم بقلق شديد.

إن اضمحلال نفوذ أمريكا يتشكل بالفعل ليكون أكثر دموية من سقوط الاتحاد السوفيتي. وفي مواجهة مثل هذا الاحتمال، فإن المهمة المتبقية تتلخص في مساعدة واشنطن على إدارة انحدارها بأقل قدر ممكن من الألم، ومنع الصراعات التي تقضم حافة إمبراطوريتها من الاندماج في حرب واحدة سوف تستهلكنا جميعا.

 

حرب إقليمية

 

يحذر عدد متزايد من الخبراء من خطورة توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب التطورات الأخيرة حول غزة، مشيرين إلى أن ما يجري هذه المرة، ينذر بحرب مدمرة واسعة. 

يوم 30 أكتوبر 2023 حذر مستشار ترامب السابق والعقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغور من اختفاء إسرائيل حال اندلاع حرب إقليمية في المنطقة.

جاء ذلك في حديثه إلى قناة Redacted، حيث تابع: "إننا نقوم الآن بتصعيد الوضع في جميع المجالات التي نعتقد فيها أن التصعيد فعال. لقد جربنا ذلك في أوكرانيا، وأدى كل ذلك إلى تفاقم الوضع وتدهوره، لتصبح الآن أوكرانيا في حالة خراب. خوفي الأكبر هو أنه إذا اندلعت حرب إقليمية، فلن تبقى هناك إسرائيل في النهاية".

يوم الاثنين 20 نوفمبر 2023 افادت صحيفة واشنطن بوست أن التصعيد المتنامي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يهدد بحرب أكبر خاصة بعد حادثة استهداف حزب الله طائرة مسيرة إسرائيلية بصاروخ "أرض جو، ثم ما تبع ذلك بإعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض قواته لصاروخ أطلق من الأراضي اللبنانية على مسيرة إسرائيلية. من جهته، أعلن حزب الله، الأحد، أنه هاجم نحو عشرة مواقع إسرائيلية حدودية.

مساء يوم الأحد 19 نوفمبر 2023 أعلن المتحدث العسكري باسم "الحوثيين" العميد يحيى سريع، في بيان الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني. وجدد المتحدث تحذيره لكافة السفن الإسرائيلية أو التي تتعامل مع تل أبيب بأنها سوف تصبح هدفا مشروعا للقوات المسلحة.

ودعا في بيانه كل الدولِ التي يعمل رعاياها في البحر الأحمر بالابتعاد عن أي عمل أو نشاط مع السفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين.

وأكد أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في تنفيذ العمليات العسكرية ضد إسرائيل حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة وتتوقف الجرائم البشعة المستمرة حتى هذه اللحظة على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وشدد المتحدث على أن من يهدد أمن واستقرار المنطقة والممرات الدولية هي إسرائيل، مشيرا إلى أنه على المجتمع الدولي إذا كان حريصا على أمن واستقرار المنطقة وعدم توسيع الصراع أن يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتابع قائلا: "يجب على العالم أن يدرك أن جرائم العدو الإسرائيلي في غزة تجاوزت كل حد وانتهكت كل مقدس، وواجب كل حر في هذا العالم أن يتحرك بما يستطيع لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث بيانات التنديد والاستنكار لا تجدي في عالم لا يفهم إلا لغة القوة".

من جانبه حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو طهران مسؤولية حجز السفينة "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر معتبرا أنها "نزوة إيرانية". بينما اعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حادث سفينة النقل من قبل الحوثيين بالقرب من اليمن في البحر الأحمر "حادثا خطيرا على المستوى العالمي".

يرى محللون أن عملية البحر الأحمر ترشح توسع الصراع إلى حرب اقليمية.

في هذا الصدد اعتبر الباحث المصري، سامح عسكر، ما حصل "حدثا خطيرا ومفصليا سينعكس على خطوط التجارة ويهدد حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر". 

وفيما يتعلق بردة الفعل، يرى أن "الغرب صار أمام عدة خيارات:

1- إما يعلن الحرب على اليمن وهذا صعب، فاليمن "حوت كبير ومستنقع لمن يدخله".

2- وإما أن الغرب يضغط على إسرائيل بشكل عملي لوقف المجازر وهذا أسهل.

3- وإما أن تعلن إسرائيل لوحدها الحرب على اليمن، وهذا الخيار سيؤدي لتدمير واحتجاز مزيد من سفنها.

4- وإما أن أمريكا تتدخل عسكريا ووقتئذ الرد اليمني سيكون ضد السفن الأمريكية أيضا.

وتابع: "وعلى الأرجح لو الخيارات 1,3,4 هي الأقرب فنحن أمام غلق عملي لمضيق باب المندب، وبهذا تكون حرب غزة اشتعلت وتوسعت أكثر".

 

مخارج لحفظ ماء الوجه

 

عندما تظهر مؤشرات الهزيمة يبحث الساسة المنكسرون عن مخارج لحفظ ماء الوجه وغالبا ما يجدون مبتغاهم في أطروحات تسمح لهم بإستخدام نوع من المساحيق التي يتصورون أنها كفيلة بحماية ماء الوجه.

لم يعترف الأمريكيون أنهم هزموا في حرب الفيتنام عند انسحابهم المذل سنة 1975 ونفس الأمر تكرر في سنة 2021 عند فراراهم مع عملائهم من كابل سنة 2021.

نشرت وسائل إعلام عبرية يوم الأحد 19 نوفمبر 2023 تحليلات تمحورت جلها حول الخلافات داخل كابنيت الحرب الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى والهدنة.

وحسبما نقله موقع "عرب 48" لا تزال صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس التي سيرافقها وقف إطلاق نار، تتأخر من دون اتفاق حولها بسبب خلافات بشأنها.

كما يتواصل السجال في إسرائيل حول إدخال وقود السولار إلى غزة.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" طال ليف رام، في تقرير نشره يوم الأحد، "إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى أن تتقدم قواته باتجاه أطراف أخرى في مدينة غزة في الوقت الذي فيه قيادة الجيش مطالبة بإدارة التوتر بين الرغبة باستمرار التقدم إلى جنوب مدينة غزة وبين تقدم في المفاوضات حول تحرير الأسرى".

وأضاف أن "الوقت الذي يمر ليس في صالح إسرائيل ولا يتلاءم مع الإنجازات العسكرية التي تريد إسرائيل تحقيقها على الأرض وبشكل خاص في مدينة غزة".

وبحسب ليف رام ومحللين آخرين، وضع الجيش الإسرائيلي في حسبانه أنه سيتمكن من استئناف الحرب بعد وقف إطلاق نار يستمر عدة أيام لصالح تنفيذ صفقة تبادل أسرى في حال تم الاتفاق حولها.

من جانبه، تبنى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشواع، موقف وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، الذي يدعي أنه من أجل تحسين شروط صفقة تبادل أسرى وزيادة عدد الأسرى الإسرائيلي إلى حوالي 80 بدلا من 50 الذي تطرحه حماس، ينبغي تشديد هجوم إسرائيل في القطاع وممارسة الضغط بشكل أكبر على رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إلا أن يهوشواع اعترف بأن "السنوار هو الذي يقرر في هذه المفاوضات".

وأفاد المحلل العسكري بأنه "ليس واضحا ما هي مصلحة السنوار بالموافقة على صفقة كبيرة فهو يلعب بالبطاقات التي بحوزته بشكل ممتاز".

ولفت إلى أنه "قياسا بمعارك سابقة، يبدو واضحا أن الجنود الإسرائيليين يواجهون مقاتلين لا يتراجعون سريعا".

وأفاد بأن قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي "لم تتلق حتى الآن أمرا بالاستعداد للقتال في منطقة خان يونس".

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أن "إنجازات إسرائيل في الحرب لا تزال متعلقة بثلاثة مجالات أخرى، هي تحرير المخطوفين واستهداف الأنفاق واغتيال قيادة حماس.

وذكر أنه هنا لا تزال الصورة مختلطة بالرغم من التقدم الإسرائيلي، ويصعب حاليا التحدث عن حسم عسكري للمواجهة، رغم أن قدرات حماس العسكرية في شمال القطاع تضررت بشكل كبير"، وفق ما ذكره.

وأضاف أن خلافات تسود كابينيت الحرب الإسرائيلي حول صفقة تبادل أسرى، تتمثل بأن عضويه من كتلة "المعسكر الوطني" بيني غانتس وغادي آيزنكوت يقولان إن "إسرائيل ملزمة باستغلال الفرصة من أجل إنقاذ من يمكن إنقاذهم بين الأسرى وبشكل فوري، لأنه بخلاف ذلك سيكون هناك خطر واضح على حياتهم".

وفي المقابل، يدعي غالانت وهليفي وقياديون في الجيش الإسرائيلي والشاباك أنه يحظر التوقف الآن لهدنة ويجب تشديد الضغط العسكري على حماس لأنه بهذه الطريقة فقط سيكون بالإمكان جعل السنوار يقدم تنازلات أخرى.

وتابع المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" قائلا إنه "واضح لكلا الجانبين في هذا الخلاف أن حماس ستبذل كل ما بوسعها كي تكسب الوقت، حتى لو تم الاتفاق على الصفقة، ويبدو أن السنوار يعتمد على وقف إطلاق نار شامل في القتال، ويقدر أن بإمكانه كسب الوقت بإطلاق وعود وذرائع حول صفقات لاحقة".

وأضاف أن "نتنياهو يماطل كعادته والضغوط من اليمين واضحة، لكن بالنسبة له توجد ضغوط مضادة من اليسار أيضا ورفض متواصل للتوصل إلى صفقة من شأنه أن يكون القشة التي تقسم ظهر الائتلاف المتهلهل الذي حققه مع غانتس وآيزنكوت، مشيرا إلى أن إقدامهما على الانسحاب من الحكومة قد يسرع جدا مسار تصادمه مع إدارة بايدن.

 

إسرائيل تهدد روسيا

 

حرب غزة ادخلت تعديلات كبيرة في العلاقات الدولية وتحالفاتها ففي نهاية شهر أكتوبر 2023 أقدم عضو بارز في حزب "الليكود" الحاكم في إسرائيل على تهديد روسيا، على شاشة قناة تابعة لموسكو، بـ"دفع الثمن"، بعد أن اتهمها بدعم المقاومة الفلسطينية وحركة "حماس".

وفي مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شن أمير ويتمان، عضو حزب الليكود، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "روسيا اليوم"، هجوما على موسكو.

وقال ويتمان، موجها كلامه للمذيع: "أنتم تدعمون أعداء إسرائيل، روسيا سوف تدفع ثمن ذلك بعد انتهائنا من الحرب في غزة"، فقاطعه المذيع متعجبا: "هل تقول روسيا ستدفع الثمن؟!".

فأجاب ويتمان: "نعم روسيا ستدفع ثمن ذلك.. سنربح هذه الحرب لأننا أقوياء، لكن يجب أن لا تنسى روسيا هذا، سوف نحاسبها بعد أن نفرغ من غزة".

ودخلت روسيا في مواجهة مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن بسبب ما يحدث في غزة، لا سيما بعد أن استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) لإبطال مشروعي قانونين يدعوان لوقف فوري للحرب في غزة وبدء هدنة إنسانية، كان أحدهما مقدما من موسكو.

وقالت تقارير إن روسيا أبطلت، بدورها، مشروع قانون لإدانة حركة "حماس".

ومنذ اندلاع الحرب الحالية، اعتبرت روسيا أن من حق الفلسطينيين أن تكون لهم دولة على أراضيهم وأن حماس ليست حركة إرهابية، وهي التصريحات التي أغضبت تل أبيب، التي كانت تتلقى تصريحات وأفعالا داعمة لها تماما من قبل الولايات المتحدة ودول غربية.

 

عمر نجيب

[email protected]