لاَحَلَزُونية هذه المرّة !! : ذ/إسلمو ولد محمد المختار ولد مانا

سبت, 2017-03-18 18:00

إننا مسرورون جداً بسماعنا-لأول مرة-للاء حلزونية ذات حلقات دائرية كامتداد قرون ثورٍ أنهكه العراك ، تلك اللاء التي كانت من تحت قبة مجلس الشيوخ العتيد .
صحيح أنها كانت لاء لحاجة في نفس يعقوب، ورغم ذلك، فإنها عبرت عن مشاعرنا لأول مرة لخصوصية كونها إنطلقت مدوية من مؤسسة برلمانية ، ولعل ذلك الحدث يكون مؤشراً على مصداقية المقولة القائلة أن (أول الغيث قطرة) كمايقال !
سيدي الرئيس إن كنت قد أبديت رغبتك في تغيير بعض المواد الدستورية المتعلقة بإلغاء مجلس الشيوخ والمحكمة السامية وكذا النشيد والعلم الوطنيين لحجة عدم مردودية مجلس الشيوخ من جهة وتنافي المحكمة السامية مع الديموقراطية من جهة ثانية وعدم تعبير النشيد والعلم الوطنيين عن الرموز الهامة في التاريخ الوطني فيما يخص المقاومة وبطولاتها وغير ذلك ممايجب التعبير عنه في الرموز السيادية .
إلا أني أرى أنكم سيدي الرئيس لوكُنتُم جادين فعلا في تغيير تلك المواد لفككتمْ أرتباطها بالنشيد والعلم الوطنيين ، وذلك لأن الشعب الموريتاني خصوصاً منه أولائك الذين عاصروا الأستقلال الوطني ونشأة الدولة وقد إصطفوا مرات متعددة أمام المؤسسات التعليمية والعسكرية واضعين أيديهم اليمنى مائلة فوق جباههم ويسراهم مسدولة على أرجلهم اليسرى وهم يسيرون بخيلاء على إيقاع ذلك النشيد الوطني وعيو نهم ترنوا مركزة صوب ذلك العلم الأخضر ذوِ الهلال والنجمة الذهبيينْ وهويداعبه النسيم العليل .
إن هاؤلاء ومحيطهم لن يصوتوا على بديل لهاذين الرمزين الوطنيين النشيد والعلم مهما كان يعبر عنه البديل الجديد ، خصوصاً أن هذا البديل لم يتعود الناس بعد على رؤيته أو سماع لحنه وموسيقاه أو لونه وشكله.
سيدي الرئيس أنت في واقع الأمر أصبحت أمام أمرين في شأن هذا التغيير أحلاهما مر : إما أن تقدم على أستفتاء لهذا الشعب وأنت قد أعلنت عدم رغبتك في مأمورية ثالثة وفِي هذه الحالة فلن يصوت لرغباتكَ في التغيير إلا النزر القليل في أنتظار من سيخلفكَ ، وإذا أعلنت إستمرارك في السلطة عبر مأمورية ثالثة فإن ذلك سوف يعقد أمور البلد خصوصاً على مستوى المعارضة وكذا المنظمات الدولية ، لهذا من وجهة نظري الخاصة فإنه يجب التريث حتى تتضح الأمور وينقشع الغيم السياسي فعندها يكون مايكون .
وفِي الختام أشكر أولائك الذين صوتوا( بلاَ ) حاسمة لأول مرة في برلمان كانت لاؤه (انعمو)
وسامح الله الذين قالوا نعماً كعادتهم لكنهم هذه المرة موكرهين لا أبطالاً للأسف.