تاشوط غُمَل:مراعي ومغاني!

جمعة, 2022-10-28 20:23

وغُمَلْ(بتغليظ اللام) وادي كبير في غرب قرية كلير ويفصلها عن الطريق المعبد الرابط بين الغايرة وباركيول في حدود الكلم ٢٧ من الأخير؛ وهو في نفس الوقت معبر إجباري لكل السيارات المتجهة جنوبا إلى بلديتي لبحير ومركز لعويسي الإداري.

تتدفق السيول خريفا من هضبة لعصابة فتنصب إلى قيعانه ومن محاور متعددة. لكن حين تنحسر الأمطار، تحتفظ التاشوط التي تقع في جنوب الوادي بالماء إلى أواسط الشتاء وحتى إلى أواخره.

والتاشوط لمن لا يعرفها تجمع للمياه على طول بعض قيعان الوادي ولفترة طويلة. وتختلف عن التامورت في كونها غير كثيفة الأشجار ، مع أنها كثيرة المرعى والكلأ، ولا تنبت (أنداير) وهو نبات مزهر متعدد الألوان يخرج من قاع الماء، وثمره يسمى (تغبه). وكنا صغارا نجمعه ضحى ونطبخه ليلا. وفي الصبوح، نخلطه مع الحليب وطعمه محايد، لا حلو  ولا مر، ويصعب أكله دون حليب أو لبن.

يفضل السائقون، خارج فترة الأمطار، المرور بوادي غُمَل، لأن الطريق المعبد (باركيول-الغايره)أقرب من هذه الناحية، وأقل وعورة ومطبات. لكن حين تنزل الأمطار، تتعطل هذه النافذة السريعة. ويضطر المستخدمون إلى سلوك الدرب القديم المار شمالا مع صعوبته وكثره حفره ووحله.

اليوم، التاشوط مازالت تحافظ على هدوئها المطبق وخدمتها المجانية للقطعان من شاء وبقر وحُمُر، وربما أيضا كانت مهجعا وملاذا للباحثين عن الاستجمام في هذه الأيام الحارة من شهر الحر واللفح (أكتوبر).
————————
#التنمية_الحيوانية_الحوض_الشرقي

الكاتب الصحفي سيدأحمد أعمرْ محم