
الارتقاء إلى منصب الريّاسة شرف عظيم وقدر جليل، لكنه أيضا تكليف جسيم ومسئولية كبيرة. وعلى الذين كتب الله لهم هذا التشريف حتى بعد أن يغادروا مثابتهم أن لا ينسوا أن يواصلوا التحلي بالخلق العالي والسلوك الطيب والقدوة الحسنة كما لو كانوا في مناصبهم لم يغادروها.
الرئيس يجسد الوطن ويحمي الدستور ويحرص على النظام وأمن المواطن وحمايته ولا يتسبب في أي أذى أو تعكير لجو السكينة والهدوء. ولا يقدم على أي تصرف أو عمل حتى يتأكد من أنه لا حرج فيه ولا مأخذ.
الرئيس أيضا بما أنه هو القاض الأول وأقسم على احترام الدستور والقوانين والالتزام بالنظام عليه أن يكون أشد حرصا من غيره على إظهار الاحترام للقضاة وللقوانين والالتزام بالنظام، حتى لو كان على *يقين أنه مستهدف أو مضطهد أو مظلوم.
ليس من المناسب على أي رئيس أو حتى من كان في منصب سام كوزير أو نحوه أن يرفض أو يعصي أو يقاوم أوامر قوات حفظ النظام وإنفاذ القانون حتى لو كان من البديهي له أنها تعسفية وظالمة..
ويحضرني في هذا السياق قصة المرحوم جبريل ولد عبد الله بعد إقالته من وزارة الداخلية حيث أمضى ستة أشهر في حبس تحكمي بأوجفت. لم يسأل الذين رافقوه إلى هناك لماذا يرسل وما هي التهم الموجهة له! ولم يحتج أو يعترض ولم يسب أو يشتم أحدا. قال له حاكم أوجفت: جاءتنا أوامر أن تقيم هنا في هذا المنزل وأن نتعهدك بالرعاية، فأجاب الوزير جبريل أن أجل. فمكث مدة ستة أشهر من غير عتب أو حجاج أو قول سوء، ثم جاءه الحاكم وقال جاءتنا أوامر أن لا حرج عليك في أن ترجع إلى دارك أو أي مكان آخر فرد عليه أن أجل. وودعه باسما لم يخاصم ولم يعتب ولم يلعن رحمك الله يا جبريل ما أعظم سلولك وما أجدر بكل مسئول سام رئيسا أو وزيرا أن يتبعك ويقلدك في هذا التصرف النبيل الذي يليق بالعظماء.
سيدأحمد ولد أعمر ولد محم
