هل "امريكا امبراطورية الشرالجديد"، او نموذج للقيادة السياسية؟

سبت, 2021-01-23 00:43

ان هذا العنوان المشار اليه  بين ظفرين، تكرر في المقالات  المكتوبة في الصحف قبل انتشارالمقالات بذات العنوان تقريبا في المواقع الالكترونية الآن،، وصدر هذا العنوان " امريكا امبراطورية الشر " لكتاب / روجيه غارودي /الفرنسي المسلم رحمه الله تعالى، ولعلي كنت واحدا من الذين قدموا قراءة للكتاب في طبعته العربية، وذلك في السنة الدراسة 1998 ـ9 ونشر مقالا للأسبوع من كل يوم جمعة في جريدة " اخبار نواكشوط"،، ومن يريد الاطلاع على المقال، يسطيع ان يراجع اعداد جريدة اخبار نواكشوط اذا كانت اصداراتها محفوظة  في ارشيف المكتبة الوطنية، كما يمكن الاطلاع عليه في مكتبة الكونجرس الامريكي التي توزع عليها السفارات الامريكية اعدادا من الاصدارات  اليومية من جميع دول العالم، وكانت السفارة الامريكية في نواكشوط تأخذ 20 عددا من الجريدة على ما ذكر لي محرروها حينئذ،،
كم اتمنى اعادة نشر هذا المقال الذي يمكن البحث عنه باسمي " اشيب ولد اباتي، باحث اجتماعي واستاذ جامعي.
 ونتمنى نشره في موقع " موريتانيا 13" من طرف الاستاذ المحامي المحترم / اسلمو ولد مانه/ الذي فاجأنا بمقاله في الموقع عن واحد من رؤساء امريكا، والقادة السياسيين الذي كان ـ ولازال ـ أداة تحركها أصابع المخابرات والدولة العميقة، ولايعرف  اتجاها لحركته، وهو كحبات المسبحة  الشامية يلعب بها بتلقائية في شبه حركة الاطراف من الجهاز العصبي، ومن الجهاز الاستخباراتي بانسبة للساسة الامريكيين ،،وكما لايمكن توقيف  للحبات بذاتها، المدفوعة آليا تماما، كحسين باراك اوباما المنفعل بمشاريع السياسة الامريكية المعدة منذ فترة، وكل رئيس أتي به واحد من الحزبين، فهو أداة وظيفية، وواجهة مطلوبة لتغطية وجه السياسة الامريكية البشع، وأدائها الاجرامي، والا كان التخلص منه باسهل وسيلة كقتل " جون كينيدي" عندما قرر توجيه سياسة امريكا في صالح العرب، وضد الكيان الصهيوني، وذلك حسب الادبيات السياسية العربية،، 
وكنا ننتظرـ ولازلنا ـ من الاستاذ  المحامي اسلمو ولد مانه، ان يذهب الى ما ذهب اليه الكتاب القوميون المهاجرون الى امريكا الذين قدموا النموذج الامريكي في وحدته التي تسهل حركة المرور، وحرية العمل، وتجانس الامة في الاثنيات، والاديان، وفرص العمل المتاحة للفرد،،كما وردت في مقال سابق للكاتب القومي / د.صبحي غندور/ رئيس مركز الحوار العربي الامريكي،،ولعلها من المشاهد التي ركز عليها، كمظاهرمحفزة لمشاريع الوحدة، لكنا نستحضر مقولة عبد الناصر في الموقف من " قابلية الظواهر الحضارية  بين النقل، والانتقال"( الميثاق الوطني ) من جهة حدود الاستفادة مما ذكر في امريكا، ولو بقصد التوعية على اهمية مشروع الوحدة العربية بالنسبة للفرد، والمجتمع، والامة،،
اما المقارنة بين الزعيم الافريقي " نلسون مانديلا" وبين  باراك أوباما" فلا وجه للمقارنة بين الاثنين الا من جهة اللون، والاصول الافريقية، وليس هذا  الذي قصد الاستاذ اسلمو بالاشارة اليه، وحبذا لو ركز عليهما في تلك المقارنة التي حاول فيها اسقاط المميزات الكاريزمية لقائد تحرري، ناضل خارج السجن وداخله، وقاد مجتمعه لتحقيق اهداف تحررية حتى النصر، وتنازل عن مقعده الرئاسي لرفاقه، واصبحت سياسته  ارثا نضاليا يشد من سواعد احرار العالم ومنه نحن ابناء الامة العربية من التحرريين والمناضلين الذين وجدنا في جنوب افريقيا نصيرا في مواجهة  المغتصب لفلسطين، قلب الامة الذي لا تحررا، ولا تقدما، ولا وحدة ،ولا مشروعا نهضويا دون تحريره من النهر الى البحر، ومن الجنوب الى الجنوب،،
أما حسين باراك أوباما في نظر القائد القومي " ابراهيم اقليلات" أحد القادة  للناصريين " المرابطون" في تقييمه لخطاب الاول الشهير في جامعة القاهرة، وهي اول زيارة قام بها لقطرعربي سنة 2010 ـ  حيث قال عنه :" ان ضحكته تشف عن انياب ـ نويبات  على حد تعبيره ـ  بيضاء  يبدو بها ضاحكا، كابتسامة الليث  المجرم الجائع"، وهذا الوصف  كان دقيقا حسب سياسة امريكا في عهده التي قامت على الخداع بالمظاهر"الهوليودية" التي اظهرت ـ وتظهرـ المجرم المنتصر بطلا نموذجيا، بينما  المهزوم المقهور مجرما لايستحق الحياة، وهذا هو النموذج الامريكي سواء في الثقافة، ومنها السينما، والمسرح، او سياسة الهيمنة، وتجسيد فلسفة البقاء للأقوى وليس للاصلح،،
اما حسين باراك أوباما في نظر قادة الحزب الديموقراطي، فهو:(مقدم القهوة) لآل " كلنتون" على حد زعمهما معا الزوج والزوجة، وكان نادلا في مكاتب الحزب الديموقراطي، رغم انه محامي في المحاكم، لكن عقدة النقص من لونه رمت به الى هذه المراوحة بين شخصه  كافريقي اللون يؤدي الدور الخدمي الذي شكل  فيما بعد صدمة نفسية لقادة حزبه في القبول به قائدا لهم، ورئيسا لامريكا، وربما انه قمع  دوافعه الشخصية النفسية، والفكرية المؤجلة، حتى أتاه الدورـ علما أن نظرية الدور في علم الاجتماع اجمع روادها على ان "الدور" هو الذي يصنع الابطال، وليس الابطال هم الذين يصنعون ادوارهم ـ الذي كان يتمنى أن يحتل مكانا ما في الحزب الديموقراطي، وهذا الأخير، كان مرغما للاعتماد على الاقليات، والملونين من الامريكيين،،وحينها تحقق لبارك اوباما حلمه العدمي، والخالي من الاهداف المجتمعية، والحقوقية، والانسانية،،فاصبح منفذا للأوامرالتي كانت تصدرعن مراكز القوى في المخابرات، والقيادة العسكرية، فيوقع عليها بلا مواربة،،
 لذلك لاغرو ان هدد  سورية بالحرب المدمرة ، ولم ينقذها منه فلسفته الحقوقية، وتعاطفه مع المستضعفين، بل حماها الله تعالى، فقايضته روسيا بتدمير المخزون الذي كان وسيلة للردع، والدفاع عن النفس بالسلاح الكيميائي الاستيراتيجي في مواجهة السلاح النووي عند الكيان الصهيوني،،
كما قاد باراك اوبما الحرب الهمجية على ليبيا، وهو الافريقي الذي كان عليه بحكم الوازع الاخلاقي، وخلفية فلسفته التحررية لو كانت لديه، او الراديكالية الاسلامية  المزعومة  له في فترة دراسته في اندونيسيا، اوتخصصه الاكاديمي، والحقوقي المهني ودورهما في التأثير على الميول، والاتجاهات،  لكنها تبخرت من ذهنه واستقبل الاوامر، كما لو انه  واحد في كتيبة الأحتلال الامريكي  في شوارع " الفلوجة المدمرة،،
لذلك لم يعارض احتلال ليبيا  من طرف حلف الناتو بقيادة امريكا، وهو العارف بدور قيادة ليبيا  في التحررالافريقي بعد غياب  قادتها العظماء:نيكروما، ولومامبا، وموجيبو كيتا, شيخ تورى، وعبد الناصر، ونلسون مانديلا،، 
كما ان باراك اوباما اطلع على دور ليبيا  في جنوب افريقيا قبل التحرير وبعده، وبنائها لمشاريع التنمية الاجتماعية، والاقتصادية  في مختلف الاقطار الافريقية بما فيها جنوب افريقيا، و" وغانا"، و: بركينا فاسو" و" اغندا" و" تشاد"، وزمبابوي، والكونغو، والنيجر وغيرها،،
ولعل هذه هي المعايير التي ينبغي ان تعتمد في المقارنة بين باراك، ومنديلا،،وليس مظاهر الشباب، وقوة باراك العضلية في ضرب الكرة في الالعاب الرياضية ،،
وكان اعلان باراك اوباما التبريري الفارغ من اي معنى عن ندمه على تدميره  ليبيا، إنما يؤكد ما ذهبنا اليه، وهو انه دفع الى ذلك  بقوة قاهره من مصدري الأوامر له، وليس بارادة  القوة لرئيس اقوى دولة في عالمنا المعاصر،، ومن هنا تسقط أوجه المقارنة  بين باراك ونلسون منديلا،، 
وان ارتفع الضغط جراء هذه المقارنة غير المبررة من الاستاذ  اسلمو وهو القومي الوحدوي ،،عن اوجه الشبه بين كل من نلسون مانديلا المناضل الذي خلدته مبادئه التي عض عليها بالنواجذ حتى أحالها من مجال الرجاء  الى الواقع العياني ، وبين حسين باراك أوباما المجرم  القاتل، عديم الاخلاق، كأداة للقتل في أيدي الصهاينة، واعداء الانسانية  التي دمروا بها كيانات امتنا؟
نتمنى على الاستاذ المحامي اسلمو ان يصحح لنا ان كان  قد اخذنا الشطط في التقييم، اوالهوى التحرري، اوالوعي بحقوق أمتنا في الحياة ،، والتأثيرالسلبي على حياة الفرد والمجتمع والامة  بسياسة امريكا  الاجرامية، ودورها في الانفصال للقضاء على حلم العرب في اول وحدة عربية في العصر الحديث، واحلافها الامبريالية ك " حلف بغداد"، ومواقفها المنحازة للكيان الصهيوني في المحافل الدولية ضد امتنا، كما اظهرت عداءها في حرب 1967، واحتلال شواطئ لبنان سنة 58, وحرب 1973،واحتلال الكويت سنة 1990 واحتلال العراق 2003، وتدميرالصومال بالاحتلال العسكري تارة، وبعملائها في المؤسسات الدولية من امثال /ولد عبد الله/ وزير خارجيتنا سابقا الذي شتت القوى السياسية  الصومالية التي تحالفت لأخراج الاحتلال الامريكي، لكن الأخير ثأر لنفسه حين مزق تلك الوحدة السياسية الصومالية ـ بواحد من ابناء الامة العربية الافارقة،، يا للمفارقة ـ، وليس ذلك الا مظهرا مدانا بكل معايير الحق، والحقوق لمجتمعاتنا التي دمرت انظمتها التحديثية في الوطن العربي وآخرها ان شاء الله تعالى  التراجيدية  العربية الانسانية في:  العراق، وليبيا، وسورية، واليمن،، 
وهذه  مشاهد جزئية مما قامت به آمريكا معطوفا على ما قام به الكيان الصهيوني التابع لها، والمحسوب على سياستها واستيراتيجتها في وطننا العربي ،، وكلها تجعل العربي  يحدد هوية امريكا في مقولة الشاعر محمود درويش" امريكا الشر، والشر أمريكا"،،  
  
أخيرا: 
هذا تعقيب  موجز على مقال / الاستاذ احمد عز الدين/ الذي عنونه ب " امريكا امبراطورية الشر الجديد"،،
شكرا جزيلا للكاتب احمد عز الدين على هذا التحليل لنشأة  للكياني  الامريكي الاحتلالي منذ نشأته، وعبر محطات تاريخه القصير، وقد المحت الى مدخل استراتيجيات مؤسسي امريكا من القادة في استبدال الوحدة التاريخية بوحدة التراث،،وأشرت في مقارنة  دالة على اوجه الشبه بين  الامبراطورية الرومانية  في الاسطورة التي قامت عليها، وبهيمنتها على على اروبا، والشرق الادنى والاوسط،، وكون قوتها لم تعتمد على مشروع حضاري متكتمل، وانما على تدمير المراكز، وهو ذاته المنحى الذي اعتمدته الامبراطورية الامريكية،، كذلك من المهم  الاشارة الى تقييم الأروبيين للمشروع الامريكي في بعده التاريخي، وتتبع سياسته واستيراتيجته العسكرية الاقصائتين لحلفائها، وكان  ممهورا بمواقف المؤرخين من النموذج الامريكي، وكذلك اصحاب الفكر ورجال السياسة الذين قدموا مقاربات منصفة ركزت على الاحساس باستهداف المشروع الامريكي  لكل المشاريع الحضارية، والتكوينات المجتمعية للأمم الاخرى،،
والواضح من الاقتباسات المذكورة لرجال السياسة وقادة المخبرات الأروبيين انهم انقسموا الى فريقين: فريق مثله الرفض بالارادة لا بالفعل كما اظهره الفرنسيون والالمان، وفريق  انجليزي تابع  للمشروع الامريكي، وان كان بررالاجرام، والاحتلالات، كعادته  بوحدة الثقافة الانكلوسكسونية للتعويض عن القهر النفسي الذي احس به يقينا، وجعل مواقفه الفكرية بمثابة بصمة الأمي الذي لايقرؤ ولا يكتب، لأنه في حالة استلاب فكري، وغياب للذات جراء الانتقال من  الاعلى الى الاسفل مدفوعا باكراهات  تبدل الادوار حين كان الانجليز في الماضي القريب مستعمرين لآمريكا، بينما هم اليوم مستعمرين ـ بصفة المفعولية ـ  يؤمرون، فيطيعون أذلاء ،، وينظر الأمريكي اليهم بابتسامة صفراء، كنظرة الجنود الامريكيين لمعارضة العراق حين صفقت  لهم في شوارع بغداد الشموخ العربي فكريا، وسياسيا، بغداد هارون الرشيد، والمأمون، وبغداد عبد الرحمن عارف، والبكر، والشهيد القائد التاريخي  صدام حسين،، وذلك بعيد احتلال الأخيرة سنة 2003، وقبل ان تبدأ المقاومة العربية في العراق التي اخرجت الاحتلال وهزمته شر هزيمة،،
  كان الكاتب مصيبا بتركيزه على مواقف الامريكيين قبل احداث 11 من سبتنمبر، وبعدها، وان الأخيرة من صنيعة اجرام المخابرات الامريكية، وذلك لتجنب الركود  في الاقتصاد الامريكي،، وأن الحروب الامريكية على افغانستان، والعراق، هي تطبيق لمبادئ التوجد، الحضوراللاطبيعي للامريكي منذ نشأته ، فكان يراوح بين التمدد بالحروب العديدة على حساب الكيانات المجتمعية والحضارية، واحيانا قليلة بشراء بعض الكيانات الصغيرة،،
إشيب ولد أباتي