
عندما اندلعت الحرب بين باكستان والهند كان ترامب يترقب النتائج ويعتقد ان الهند ستسحق باكستان ، وعندما سُئل عن تلك الحرب قال انها ستنتهي لانهم منذ 1200 عام يتشاجرون الا ان ميزان القوى الذي فرضته باكستان والخسائر التي تكبدها الجيش الهند جعلت من ترامب يفرض وقف النار الفوري وان يحاول ان ينهي تلك الحرب التي ستجعل من حليفته الهند تتكبد الخسائر التي كانت لا تتوقعها.
فوقفت او كادت تف الحرب، والسؤال المهم هنا لو كانت الهند انتصرت في هذه الحرب هل كان ترامب سيأمر بإيقاف الحرب فورا؟
ولو كان هكذا حريص على السلم العالمي او البشر وارواحهم فماذا سيقول عن حرب الابادة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 ولازالت ، فأصبحت تلك الحرب علامة من علامات الوحشية التي استهدفت البشر والشجر والحجر فلم يسلم منها احد ، فلماذا لم يتحرك ضمير السيد ترامب وياتي امره الفوري بإيقافها بل هو لازال يشاهد تلك الابادة ولا يستطيع الا ان يقدم مقترحات بعيده عن انقاذ الشعب الفلسطيني في غزة ومصر على تزويد الكيان المحتل بالأسلحة والمال لكي تستمر الابادة الجماعية في غزة.
ولو ذهبنا بعيدا عن كل هذا فأننا علينا ان نسال لماذا كانت امريكا في منأى عن ايقاف الحرب بين ايران والعراق والتي استمرت ثمان سنوات ، طوال تلك السنين لم نلاحظ حرص امريكا على ايقاف الحرب بل كانت هي من تغذيها بطريقة او اخرى تلك الحرب الخاسرة، وهذا يعني ان امريكا لا يهمها الشعوب العربية وبالأخص الاسلامية لأنها تعتقد ان مصالحها فوق كل شيء وان اي فوضى في الشرق الاوسط هي التي تخدم امريكا وكيانها المحتل.
واليوم نحن نبحث عن الحلول للقضية الفلسطينية وقد سمعنا ان ترامب عند مجيئه الى الشرق الاوسط سيعترف بدولة فلسطينية، وهل سألنا انفسنا ماهي تلك الدولة واين حدودها وكيف تكون ادارتها ومن سيكون رئيسها؟
نلاحظ من كل ما يدور حولنا اننا اصبحنا نقاد من قبل السياسة الامريكية وان التطبيع مع الكيان اصبح امر واقع ومن كان متردد او يخجل فانه اليوم اصبح يبرر خطواته نحو التطبيع وضاع بذلك حق الشعب الفلسطيني واصبح القرار الامريكي هو من ينفذ في ارض العرب.
اليوم يا عرب علينا ان نقف فنجد الوسيلة التي ترجعنا الى ذاتنا العربية وان نفهم ان كل الدول تسعى وراء مصالحها وان كل ما نملك الان هو ليس تحت تصرفنا وعليه فان موقف عربي خالص مخلص سيغير من المعادلة واذا كان هذا كلام هو “خرافة ” كما سيعتقد البعض فانا اقول لكم انظروا الى موقف الباكستان التي اثبتت انها بنت قوتها العسكرية بصمت فقررت ان تعمل بإخلاص دون اعلام وكما امتلكت الذرة بدون ضجيج قبل نصف قرن فأنها امتلكت القوة الاستراتيجية بدون ان يعلم عنها الا ذوي الاختصاص حتى تفاجأت امريكا قبل الهند بهذه القوة وهذا الاعداد فدرأت باكستان عن نفسها شر كان مرسوم لها .
علينا اولا الغاء الجامعة العربية والتي اصبحت مقر بلا قرار وان نجد بديلا لجمع كلمة العرب وفق المنظور الحديث سياسيا واقتصاديا وان تكون قرارات هذا التجمع يجب ان تكون ملزمه للعرب “لمن يريد ان يكون عربي ” وكذلك فان هذا التكتل او الكيان يجب ان يكون فعالا في المجتمع العربي وان يكون له كرسيا في مجلس الامن والجمعة العامة للأمم المتحدة ويجب ان يكون مؤثرا في قراراته من قبل المجتمع العالمي والا فلماذا ننتمي الى جامعة او تجمع لا يقدم ولا يؤخر لقضايا امتنا.
لاحظنا ان الهند هي من اكثر الدول اضطهادا للمسلمين وهذا امر يجب ان بعالج خاصة وان الخليج العربي يعج بالعمالة الهندية التي تدعم الاقتصاد الهندي وهي ذاتها الدولة التي تضطهد ابناء جلدتنا لذا فان العمل والتنسيق بين التكتل العربي او التجمع العربي المقترح يجب ان يعالج هذه الظاهرة في الهند.
علينا ان نتفكر فيما نحن عليه فهل علينا ان نكون بهذا الضعف ونحن نملك الطاقة وبأيدينا ابار النفط فهل علينا ان ندعم الغرب بنفط وطاقة وهم لا يقدموا دعمهم السياسي لقضايا في الوطن العربي .
اذا اردنا ان نكون عرب علينا اولا ان نصون عروبتنا وان نجعلها تعلو تسمو بين الامم لا بالأعلام والدعاية وانما بالعمل الجاد لنهوض امتنا والاعتناء بمستقبل اجيالنا لكي نكون قبل ان نصبح فنجد انفسنا “لا نكون “
والله المستعان
د. محمد المعموري كاتب وباحث عراقي